عودة إلى الصفحة الرئيسية

المعاملات المصرفية الإسلامية تنتشر بقوة في الولايات المتحدة

المعاملات المصرفية الإسلامية تنتشر بقوة في الولايات المتحدة
29/04/2006  ديربورن (ميتشيغان) – رويترز – طوال ثلاثين عاما ظل خليل مادون يقوم بتعبئة الحلوى والفطائر في مخبزه في ولاية ميتشيغان الاميركية منتظرا اليوم الذي يستطيع شراء منزل دون ارتكاب معصية.
وقال مادون (54 عاما) وابتسامة عريضة تعلو وجهه، فيما ينقل صواني الحلوى الشرقية من مطبخ مخبزه في ديربورن احدى ضواحي ديترويت لوضعها في دولاب العرض ‘اشعر بسعادة بالغة، اذ بات بمقدوري الآن امتلاك منزلي دون مخالفة لأوامر الله’.
ومادون واحد من بين سبعة ملايين مسلم يعيشون في الولايات المتحدة ويلتزم كثيرون منهم بأحكام الشريعة الاسلامية التي تحرم الفائدة.
وحرم هذا كثيرا من المسلمين الملتزمين في الولايات المتحدة من تحقيق الحلم الاميركي بامتلاك منزل وتركهم في مواجهة خيار صعب، اما ادخار مئات الآلاف من الدولارات او اقتراضها من اقرباء او اللجوء الى قرض عقاري تقليدي يخالف عقيدتهم.
لكن ما دون مثل آلاف غيره لجأ اخيرا الى قرض عقاري يتفق مع احكام الشريعة الاسلامية، وهو قطاع سريع النمو لللمستثمرين في المجال المصرفي يشهد تطوير الانظمة المالية الاميركية بما يتفق مع مبدأ اسلامي يرجع الى قرون بعيدة مضت. وطورت هذه البنوك سبلا لتجنب القروض العقارية التقليدية التي تنطوي على فائدة بعدة طرق، من بينها شراء المنزل ثم جعل المشتري يسدد ثمنه للبنك على اقساط.
سبيل للنمو
وقال الويس بيركر المحلل في مؤسس سيلينت الاستشارية ‘السوق المصرفية تتشبع وعلى المؤسسات ايجاد سبل للنمو’. واضاف المحلل الذي يرصد نمو التمويل الاسلامي: ‘المسلمون في اميركا يزدادون واذا تمكن بنك من اجتذابهم للتعامل معه، فالفرص داخل هذه الشريحة من المجتمع كبيرة’.
ويعيش نحو نصف مليون شخص من اصول عربية في ديربورن وضواحيها وهو احد اكبر تجمعات العرب في الولايات المتحدة، واسرعها نموا خارج الشرق الاوسط، وتمتلئ الشوارع في الضاحية التي تسكنها اسر الطبقة المتوسطة بمتاجر كتبت لافتاتها باللغة العربية ومطاعم تعبقها روائح الكباب والحمص.
لكن معدل امتلاك ذوي الاصول العربية في الولاية يقل بنسبة 7% عن المتوسط مع ان الاسر العربية تتمتع وفقا للاحصاءات بتحقيق مستويات دخل اعلى.
ومع توقع وجود فرصة متنامية طورت بضعة بنوك اميركية هياكل مالية ‘دون فوائد منها قروض عقارية تتفق مع احكام الشريعة’.
وهذا الاتجاه جزء من طفرة عالمية في قطاع التمويل الاسلامي الذي يقدر حجمه بين 200 مليار و560 مليار دولار ويقدر انه ينمو بنسبة تتجاوز 15 في المائة سنويا.
وفي الولايات المتحدة تجهز بضعة بنوك خططا لطرح مجموعة من المنتجات المالية التي تتفق مع الشريعة الاسلامية بما فيها حسابات جارية وصناديق للاستثمار التبادلي.
وارتفع مؤشر داو جونز اسلاميك ماركت الذي يرصد الاستثمارات التي تتفق مع الشريعة الاسلامية اكثر من 5% في 2005 مقارنة مع زيادة بنسبة ثلاثة في المائة لمؤشر ستاندرد اند بورز 500.
مرابحة.. في ميتشيغان
وفي ميتشيغان طرح مصرف يونفيرستي بنكورب منتجا تمويليا اطلق عليه اسم ‘مرابحة’ ينطوي على قيام البنك بشراء المنزل وبيعه مرحليا الى المشتري النهائي بعد اضافة هامش.
وحقق هذا النموذج نجاحا باهرا فقد حقق البنك ربحا بلغ مليون دولار في 2005 بعد انشاء وحدة للتمويل الاسلامي. واشترت مؤسسة فريدي ماك ثاني اكبر مشتر للقروض العقارية في الولايات المتحدة 100 مليون دولار من هذه القروض في خطوة نحو انشاء سوق ثانوية لتداولها بهدف توفير رؤوس الأموال لمزيد من المشترين المحتملين.
وقال ستيفين رانتسيني رئيس البنك ان نجاح الفكرة قاد الى محادثات مع ‘واحد من اكبر اربعة بنوك اميركية’ بشأن شراكة محتملة. واضاف ‘نأمل في الوصول الى نموذج نقوم من خلالها بتطوير المنتج وادارته لعملائنا’.
ولا يتعين ان يكون المقترضون مسلمين او ملتزمين بدينهم للحصول على القروض لكن البنوك تقصر تسويقها لتلك المنتجات على تجمعات المسلمين حيث تطبع نشرات تعريفية باللغة العربية وتوزع النشرات الاعلانية خارج المساجد بعد صلاة الجمعة.
‘لاربا’
وتقدم شركة مقرها كاليفورنيا اسمها ‘لاربا’ التي تعني باللغة العربية ‘لا فائدة’ قروض تمويل عقارية اسلامية وفق هيكل مختلف.
ويقوم نموذج لاربا على شراكة في رأس المال بين البنك والمشتري لشراء المنزل. وتقوم الشركة تدريجيا بتحويل حصتها الى المشتري لكنها ايضا تجعل الساكن يسدد قيمة ايجارية على اساس سعر السوق يتم اقتسامها بين الشريكين.
وقال يحيى عبدالرحمن رئيس مجلس ادارة لاربا ‘مع توسع اعمالنا اعتقد انك سترى ان نمونا في السنوات المقبلة سيكون لافتا للنظر’.
واشترى رشيد ابرار (40 عاما) وهو مهاجر من باكستان منزلا من خلال شركة لاربا في عام 2002.
وقال ابرار ‘استأجرنا مسكنا لخمسة عشر عاما لاننا لم نرد دفع فائدة… ولكن عندما بدأوا بتقديم تمويل بدون ربا تحمسنا كثيرا. لن نضطر للانتظار 15 عاما اخرى لشراء منزل’.

 

أكتب رداً:

You must be logged in to post a comment.

All Rights Reserved © www.KamalHattab.info  |  [email protected]