الاقتصاد الإسلامي وأبعاده الأمنية
تهدف هذه الدراسة إلى بيان وإثبات حقيقة وجود آثار إيجابية عديدة ، يمكن أن يجنيها المجتمع في حالة تطبيقه المنهج الاقتصادي الإسلامي ، خاصة في جانب استقرار وأمن المجتمع .
وللوصول إلى هذه الهدف ، تحاول هذه الدراسة استقصاء القيم الإسلامية في المجال الاقتصادي ، ومن ثم تحليل كيفية تولد السلوكيات والعادات المؤدية إلى الأمن والاستقرار في المجتمع . من خلال بناء عادات استهلاك واستثمار آمنة ، وتكوين أنماط سلوك آمن في مجالات الإنتاج والتنمية والتجارة وكافة أشكال النشاط الاقتصادي .
وقد خلصت الدراسة إلى أن الاقتصاد الإسلامي يشتمل على ضوابط ذاتية آمنة ، تتمثل في الأسس العقائدية للاقتصاد الإسلامي .. الخ ، كما تتمثل في القيم الإسلامية المتميزة في المجال الاقتصادي ، كالاعتدال ، والإتقان ، وشكر النعمة ، والعطاء ، والوفاء ، والحب ، والرحمة والأخوة ، .. الخ .
كما يشتمل الاقتصاد الإسلامي على موانع إيجابية تعمل على إزالة الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن اختلاف مصالح الناس ، وتفاوتهم في الذكاء والقدرات والمستوى المعيشي ، مثل الزكاة ، وكفالة الأقارب ، الوقف ، وكافة أشكال الإنفاق التطوعي .
وبالإضافة إلى ذلك هناك الموانع الوقائية التي تعمل على سد منافذ النزاع في المجتمع ، وإزالة كل أسباب الظلم والاستغلال والجشع وما يؤدي إليه ذلك من فوضى واختلال أمني ، ومن هذه الموانع تحريم الربا ، والغرر ، والاحتكار والاكتناز وكافة أشكال المقامرات والمراهنات .
وأخيرا يظهر البحث أن تبني منهج الاقتصاد الإسلامي في تسيير الأوضاع الاقتصادية يعتبر ضرورة ملحة ، من أجل إعادة بناء القيم وتشكيل السلوكيات المرغوبة والتي تتفق مع مقاصد الشريعة ، بما يؤدي إلى سيادة الأمن والاستقرار في المجتمع .