قرابين الصهاينة.. والمسجد الأقصى أ.د كمال حطاب
في ظلال قصة قابيل وهابيل كما وردت في القرآن الكريم ” وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ( المائدة ، 27) ..
تتحدد شروط القبول والرضا الرباني عن عباده ، فمن يريد أن يتقبل الله منه ينبغي أن يكون تقيا نقيا طاهر القلب واللسان والبدن .. فلن يتقبل الله من مجرم قذر سفاك دماء .. ” إنما يتقبل الله من المتقين ” .
فمشكلة قابيل أنه كان شحيحا فقدم حرثا أو عشبا ذابلا – كما ورد في بعض التفاسير – فلم يتقبل الله منه ، بينما قدم أخوه هابيل كبشا عظيما فتقبل الله منه .. فإذا كان الشح والتقتير سببا لعدم قبول قربانه ، فمن باب أولى أن لا يتقبل الله من المجرمين قطاع الطرق قتلة الأنبياء .. الغاصبين المحتلين المنتهكين لكافة الحرمات والمقدسات ..
إن من يريد أن يتقبل الله منه ينبغي أن يكون بريئا مسالما طيبا .. وليس معتديا آثما مرتكبا لكافة أنواع الجرائم والموبقات .. ينبغي أن يكون في أرض طاهرة غير مغتصبة أو محتلة .. فلا يمكن أن يتقبل الله ممن أدمن الاعتداء على البشر ، وممارسة القتل والتشريد وسفك الدماء ومصادرة البيوت وتشريد أهلها ..
إن من يريد أن يتقبل الله منه لا بد أن يحترم البشر ويحترم القوانين الإنسانية التي تعارف عليها جميع البشر أما التعالي على الناس والنظر إليهم كمخلوقات درجة ثانية فهذا لن يتقبل الله منه ابدا ..
ثم إذا كنتم فعلا تريدون أن تتقربوا إلى الله .. أليست لكم مقدسات مزعومة .. لماذا لا تقدمون القرابين في كنيسكم الذي أطلقتم عليه كنيس الخراب ولا يبعد كثيرا عن المسجد الأقصى .. لماذا هذا التحدي والتعدي على مشاعر المسلمين في العالم .. هل هانت الأمة الإسلامية إلى هذا الحد ؟ ألا تحسبون حسابا لأحد من ملياري مسلم يتأذون بأفعالكم وجرائمكم ؟ ألا تحسبون حسابا لأحد من البشر ؟
لا شك أن هذه الجرأة على إثارة مشاعر المسلمين والتعدي على مقدساتهم ستكون بداية للتبار والدمار والخراب الذي سيحل عليكم ، فما بعد العلو إلا السقوط ، وقد حققتم العلو الذي أخبر عنه القرآن الكريم ” ولتعلن علوا كبيرا ” وبقي التبار الذي تحدث عنه القرآن الكريم أيضا ” وليتبروا ما علوا تتبيرا ” فهو الخراب والدمار الذي تصنعونه بأيديكم .. إن التعدي على حرمات ومقدسات المسلمين لن يبقيهم ساكتين دون حراك .. إن المارد الإسلامي لا يمكن أن يبقى في قمقمه .. ولا بد من خروجه يوما .. وعندها ستكون نهايتكم ونهاية أساطيركم ..
إن من يريد أن يتقرب إلى الله في مختلف المذاهب والديانات الأرضية والسماوية ، فإنه يتقرب بالعمل الصالح ، يتقرب بالطيبات ، أو بفعل الخير ، .. أما التقرب من خلال الاعتداء والاحتلال وتدنيس مقدسات المسلمين ، فهذا عمل مدان في كافة الشرائع السماوية والأرضية ، وفي كافة القوانين الإنسانية والدولية ..
إن آيات القرآن الكريم واضحة جلية في رفض قرابينكم ، وفي فضح جشعكم وجرائمكم وحرصكم على الحياة وعداوتكم للأنبياء وأهل الحق .. وبالتالي فلا تخدعوا أنفسكم ولا تمنوا أنفسكم بالبقاء في المستوطنات المحصنة وراء الجدر المحصنة .. لأن مصيركم محتوم ونهايتكم قريبة بإذن الله .