الدولة العالة .. والجيش الجبان
إن من يراقب حجم المساعدات والمعونات والدعم الذي قدمته أمريكا ومعظم دول العالم لدولة الاحتلال يدرك دون أدنى شك بأن هذه دولة ما وجدت لتبقى ، لأنها دولة بنيت أعمدتها على الظلم والاعتداء وسلب حقوق الآخرين .. إنها دولة لا تستطيع الوقوف على قدميها دون مساعدة الآخرين من أعوان الاحتلال والمساندين له عبر العالم .
إنها دولة مسخ جمعت شذاذ الآفاق ، جاؤوا من كافة بقاع الأرض ، يحملون حقدهم وحسدهم ، وعاهاتهم وأمراضهم النفسية ، لا يجمع بينهم شيء سوى هذه العنصرية المقيتة ، الكبر والتعالي والحقد على البشرية جميعا .. دولة لا جذور لها ولا أصل ، أقيمت على أرض فلسطين .. بمساعدة الإنجليز وكافة قوى الاستكبار والظلم العالمي .. ومع مرور أكثر من 75 سنة على هذا الحدث الجلل ، فإن هذه الدولة المسخ لا تزال تترنح وتتمايل توشك على السقوط القريب ، والتبار الرهيب .. لا تزال هذه الدولة لا تستطيع الوقوف على قدميها إلا بمساعدة الآخرين ..
وقد كشف طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عن هذا الضعف وهذه الهشاشة والخوار في الأسس التي أقيمت عليها هذه الدولة العالة على الآخرين .. وتبين للقاصي والداني أنها دولة لا يمكن أن تقف وحدها ، فهي تعتمد على غيرها في كل شيء .. وخاصة في الأسلحة والطعام والشراب ، فهي تستورد الأسلحة من أمريكا وأوروبا وكافة دول العالم .. وتستورد الغاز والنفط ، وكذلك الخضار والطعام وكافة المستلزمات البشرية .. ومع ذلك تراهم يكابرون ويفاخرون بأنهم الأقوى وأنهم الأكثر إنتاجية ؟؟ .
ولعل من أبرز الأركان التي أقيمت عليها هذه الدولة ممارسة الكذب حتى النخاع وتسويق دور الضحية وركوب الموجات الإعلامية وممارسة ترويج الأكاذيب من خلال استئجار أبواق إعلامية في الغرب والشرق من أجل تأكيد مظلوميتهم وضعفهم .. وفي المقابل شيطنة كل من يطالبون بحقهم واتهامهم بالكراهية والإرهاب ومعاداة السامية .. إلخ من التهم التي تكفي لقمع أي معارضة أو طمس أي حقيقة ..
وبالرغم من نجاحهم في أداء دور الضحية خلال العقود الماضية .. ونجاحهم في السيطرة على الإدارات الحكومية في معظم الدول الغربية .. إلا أن جرائمهم في غزة قد كشفت حقيقتهم وما ينطوون عليه من كذب وغدر وحقد على الإنسانية .. وبالتالي لم تعد رواياتهم الكاذبة مقبولة لدى الجميع .. ولم تعد مظلوميتهم تنطوي على أحد .. فكل من في هذا العالم يرى ويسمع ويشاهد على مدار الساعة جرائم الإبادة التي يمارسونها طيلة الشهور الماضية ..
ومن جهة أخرى فقد كانوا يروجون لجيشهم بأنه الجيش الأكثر أخلاقية ، وقد انكشف للعالم حقيقة هذا الجيش الجبان ، الذي يقاتل من وراء جدر .. ومن وراء التحصينات في الدبابات أو الدروع أو الطائرات ، ويقتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال .. ويقصف المستشفيات ويقتل الأطقم الطبية والمرضى والجرحى ، ويقيم المقابر الجماعية في ساحات المستشفيات ..
إنهم جيش من الجبناء الذين تحركهم العقائد الملوثة بالدماء .. إضافة إلى الأطماع المادية التي يوعدون بها.. ولعل الكثيرين منهم من مرتزقة دول أخرى قدموا من أجل كسب المال وممارسة الإجرام .. إنهم في الحقيقة مخلوقات متوحشة جبانة طفيلية مهزوزة مرعوبة ، بلا شعور أو قيم أو إحساس أو أية معاني إنسانية .
إن هؤلاء الجبناء لا يستطيعون الانتظار ، وقد رأينا من بقي من لواء غولاني يوم سحبوا من غزة أول مرة كيف أقاموا الاحتفالات بنجاتهم .. إنهم لا يستطيعون الصمود ولا التحمل أو الصبر ..إنهم لا يعرفون التضحية أو الإيثار .. أنهم أكثر الناس حرصا على الحياة .. غدا سيقولون لقادتهم .. اذهبوا قاتلوا وحدكم .. إنا ها هنا قاعدون .. غدا سيعلنون استسلامهم ، وسيحسبون ألف حساب قبل أن يحاولوا الخروج من جحورهم مرة أخرى .