عودة إلى الصفحة الرئيسية

علم الاقتصاد والاقتصاد الإسلامي أ.د كمال حطاب

الاقتصاد كلمة مشوقة جاذبة ، يتعلق بها كل من يسمع بها ، على أمل أن تتحسن أوضاعه الاقتصادية ، ولعلها تزداد ممتلكاته أو أمواله من خلال التقرب من معاني هذه الكلمة ..
وبالرغم من وجود بعض القوانين والنظريات الاقتصادية المؤكدة، مع افتراض ثبات العوامل الأخرى كما يقولون .. فإن الاقتصاد المعاصر في مجمله ، يقوم على عدد كبير من المتغيرات الهلامية التي يصعب السيطرة عليها أو تحديدها .. فما أن تتخيل أنك قد أحطت بالكثير منها فإذا بها تتفلت من بين يديك وتتبخر من عقلك وتحل مكانها مصطلحات أخرى أكثر غموضا وتبخرا ..
أما الاقتصاد الإسلامي فهو ضوابط ربانية ومحددات شرعية وأدوات إسلامية اجتهادية سيطرت على المتغيرات الهلامية فزادتها قوة وثباتا .. وأعادت تشكليها بما يخدم الإنسان والبشرية عموما .
إن الاقتصاد الإسلامي هو المنقذ للبشرية من سحر الاقتصاد وشعوذة المالية والبورصات والمقامرات والمضاربات وطغيان حيتان المال وجشعهم ..
الاقتصاد الإسلامي يمتلك أدوات من شأنها إعادة الاستقرار إلى الأسواق المالية المضطربة والقلقة في نيويورك وطوكيو ولندن وغيرها من عواصم العالم ..
الاقتصاد الإسلامي بصيغته العالمية هو المنهج الرباني الذي اختاره الله للبشرية ليتعانوا على البر والتقوى وزيادة الإعمار بالخير وزيادة الصالح والتقليل من الفاسد .
ومع ذلك فإن كافة العلوم لا تنفصل عن بعضها البعض ، فعلم الاقتصاد وعلم الرياضيات والإحصاء والتاريخ والطب والهندسة .. إلخ ، وغيرها من العلوم ، هي علوم ربانية ذات علاقة قوية ببعضها البعض ، وهي هبة الله للمجتهدين من البشر ، وما تشتمل عليه من قوانين هي من صنع الله ، وليس للإنسان من فضل سوى الكشف عما صنعه الله عز وجل .. بما يزيد في تعاون البشر مع بعضهم البعض وانتفاع بعضهم ببعض ، كما يزيد في تسخير هذه الأرض وما عليها لخدمة الإنسان .. بما ينسجم مع مهمة الإعمار ومهمة الاستخلاف التي كلف بها الإنسان في هذه الأرض ..
وعلى ذلك فإن استخدام هذه العلوم والقوانين التي اشتملت عليها فيما لا ينفع الناس هو أمر غير مقبول .. فاستخدام علوم الكيمياء في تصنيع أسلحة الدمار الشامل هو استخدام غير مشروع وكذلك علوم الفيزياء والطب وغيرها من العلوم .. واستخدام علم الاقتصاد والرياضيات والإحصاء من أجل تحقيق الأرباح في المقامرات والمضاربات والمراهنات هو أمر مرفوض شرعا ، وكذلك إنتاج المحرمات والسلع الضارة .. وكذلك استخدام إدوات الظلم العالمي كالربا والغش والاحتيال والبيع بالهامش وبيع الديون والمشتقات .. كلها وسائل غير مشروعة .. حتى لو أدى ذلك إلى تعظيم الأرباح وزيادة المكاسب بنسب كبيرة ..
وعليه فإن الاقتصاد الإسلامي هو العلم الذي يسمح بتعظيم الأرباح وزيادة المكاسب من خلال الاستخدام الأمثل والمشروع للموارد الإنتاجية من أجل زيادة الإنتاج الأمثل من الطيبات وتحقيق التوزيع الأمثل والأكثر عدالة من أجل تلبية الاحتياجات الأكثر أولوية ومشروعية .

أكتب رداً:

You must be logged in to post a comment.

All Rights Reserved © www.KamalHattab.info  |  [email protected]