البنوك الإسلامية ومقاصد الشريعة أ.د كمال حطاب
البنوك الإسلامية ومقاصد الشريعة ؟ أ.د كمال حطاب
صرح الشيخ صالح كامل قبيل بدء ندوة البركة الأخيرة السابعة والثلاثين والتي انعقدت في جدة في رمضان 1437 بأن البنوك الإسلامية لا تحقق مقاصد الشريعة .. وقال أيضا ” فأنا أخشى أن أقابل الله واقول أن هذه البنوك الحالية تحقق مقاصد الشريعة بعد أن أصبحنا نركز على الاليات وأصبحت البنوك الاسلامية تزيد الغني غنى على غناه ولم تفد الفقراء بشيء”
عندما يصرح رمز كبير من رموز العمل المصرفي الإسلامي المعاصر كالشيخ صالح كامل: بأن البنوك الإسلامية لا تحقق مقاصد الشريعة .. وأنها زادت الأغنياء غنى ولم تفد الفقراء بشيء .. فينبغي عندها الوقوف قليلا للمراجعة والتأمل .. وإذا كان هذا الرمز لم يستطع خلال العقود الماضية تغيير هذا الواقع المؤلم .. فينبغي على مستشاريه ومعاونيه أن يراجعوا حساباتهم ومواقفهم ..
إذا كانت مجموعة البركة والتي تمتلك أكبر شبكة مصرفية إسلامية، موزعة على معظم قارات العالم .. لم تستطع أن تحقق مقاصد الشريعة .. ولم تنفع الفقراء بأي شيء .. فما هو دورها الحقيقي، وبماذا تختلف عن البنوك الربوية التي تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا.
إذا كانت 37 عاما من ندوات البركة وبحوث البركة ومؤلفات ومجلات البركة .. إلخ لم تستطع أن تغير من واقع المصارف الإسلامية بما يحقق مقاصد الشريعة ويسهم في تخفيف حدة الفقر .. فينبغي على الباحثين والمشاركين في هذه الندوات، أن يراجعوا حساباتهم ويقفوا وقفة تأمل .. ويبحثوا عن مواطن الخلل .. ويحاولوا الإصلاح .. كل بما يستطيع .. ولا يشاركوا في مسيرة التلميع والبهرجة للمصرفية الإسلامية، والتعامي عن هذا الواقع المؤلم ..
هل هناك شك حول مضمون هذا الاعتراف ؟ بمعنى هل هناك من يعترض على هذا الكلام ويثبت أن المصارف الإسلامية حققت المقاصد الشرعية .. ربما يحاول البعض ذلك فيقول إن المصارف الإسلامية ساهمت في تطهير البنوك من الربا .. كما ساهمت في خدمة المجتمع ، وخاصة الطبقات الفقيرة ، بتوفير بيت أو شقة سكنية مؤثثة بأحدث أنواع الأثاث ، وتوفير سيارة لكل مواطن له راتب .. ولكن هل هذه هي المقاصد الشرعية ؟ وماذا عن محدودي الدخل الذين ليس لهم راتب أو دخل شهري ؟ ماذا حققت البنوك الإسلامية للمعدمين والعاجزين والحالات الخاصة ؟ وهل إرهاق المواطنين بأعباء ديون ثقيلة تمتد لعشرة أو عشرين سنة ؟ هو من المقاصد الشرعية ؟