التعليم في بوتراجايا أ.د كمال توفيق حطاب
التعليم في بوتراجايا
أ.د كمال توفيق حطاب
أثناء عملي في ماليزيا ، كانت لنا زيارات عديدة إلى وزارة التعليم العالي الماليزية في مدينة بوتراجايا ، العاصمة الإدارية الجديدة ، والتي تقع على بعد 30 كيلومترا من كوالالمبور تقريبا . وفي أعقاب إحدى الزيارات ، كتبت الكلمات التالية :
عندما تزور وزارة التعليم العالي في بوتراجايا في ماليزيا ، يخيل إليك أنك تدخل إلى قصر السلطان ، أو مقر رئاسة الوزراء ، أو فندق عشرة نجوم ، كل شيء يلمع ، الموظفون في أماكنهم، وفي أعمالهم ، أماكن الانتظار كأنها صالات استقبال فندقي .. وفوق ذلك المعاملات ، يتم إنجازها في منتهي الدقة .. وإذا سنحت لك الفرصة لمقابلة مسئول في التعليم العالي ، فستدخل إلى مكاتب مجهزة بأثاث مكتبي فاخر ، أخشاب كأنها وجدت لتعيش أبدا ، كراسي قوية مريحة حول مكاتب راسخة ، مع ضيافة تقليدية معدة في منتهى الدقة ..
يقول مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا:
إن آية “اقرأ” أول آية للقرآن الكريم نزلت على الرسول صلي الله عليه وسلم هي سر نجاح ماليزيا في إشارة إلى اهتمامها بالتعليم.. فماليزيا لم تحقق معجزة بل طبقت ما طالبنا به القرآن الكريم في أول آية نزلت على الرسول الكريم وتقول (اقرأ)؛ فأولينا التعليم كل جهدنا ووفرناه لكل فئات المواطنين بسهولة، فرفعنا من شأن الإنسان الماليزي فعرف قيمة العمل والإنتاج وباقي القيم الإنسانية الأخرى، ثم كان التعليم مدخلنا لتحقيق التنمية الشاملة التي لم نعتمد فيها على مجال واحد بل شملت كل المجالات من الزراعة حتى الصناعة، والتجارة أيضا .
إن هذا الكلام لم يكن شعارا انتخابيا أو مزايدة سياسية وإنما كان حقيقة واقعة يلمسها كل مواطن ماليزي ، كما يلمسها كل زائر لماليزيا ، فهذه الثقافة هي التي رفعت من شأن الإنسان الماليزي لكي يكون ناجحا في كافة المجالات ، كما رفعت من شأن العلماء المالييزيين ، ورفعت من مكانة الجامعات الماليزية لكي تصل إلى مصاف الجامعات المتقدمة . مما مكنها من استقطاب مئات الآلاف من الطلبة من كافة أنحاء العالم .
ومن خلال إيجاد معايير مهنية متقدمة ، تمكنت وزارة التعليم العالي الماليزية من كسب احترام كافة الجامعات ، وضمان التزامها بالمعايير الجامعية المهنية العالمية .