عودة إلى الصفحة الرئيسية

لماذا يكرهون محمدا ؟؟ صلى الله عليه وسلم أ.د كمال حطاب

صرح أحد المرشحين لرئاسة فرنسا بأنه إذا فاز، فسوف يمنع المسلمين من تسمية أبنائهم باسم ” محمد “.
لماذا هذا الحقد ؟ وأين هي الحرية والعدالة والمساواة التي قامت عليها الثورة الفرنسية ؟ أين هي العلمانية التي تنادي بالحياد ؟ وبفصل الدين عن الحياة ، ودع ما لله لله وما لقيصر لقيصر .. ماذا دهى هؤلاء أو ماذا ألم بهم ؟ أهو حقد دفين ؟ أم هي جرأة غير معتادة ؟ أم هو حال المسلمين الذي جرأ عليهم كل ساقط وحاقد وجبان؟
إن كراهية أعداء الإسلام لمحمد صلى الله عليه وسلم ليست جديدة ، فهي قائمة منذ بعثته صلى الله عليه وسلم ، حيث كان اليهود يظنون أن النبي سيكون منهم ، فلما بعث من العرب ناصبوه العداء ، وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم . ولم يكتفوا بالإعراض والصد عنه ، ولكنهم حاولوا قتله أكثر من مرة ، ولكن الله عز وجل تكفل بحمايته ، وعصمته .. ” والله يعصمك من الناس ” ..
ورغم الكراهية الشديدة من أعداء الإسلام في زمن محمد صلى الله عليه وسلم ، ورغم حرصهم الشديد على تكذيبه ومحاربته وقتله ، فقد انتصر محمد صلى الله عليه وسلم ، وانتصرت دعوته ، رغم كيد الكائدين ، وحقد الحاقدين ، انتصر دين محمد حتى عم الآفاق ، ووصل إلى أقصى المشرق وأقصى المغرب في فترة قصيرة جدا ، ومع ذلك لم يتوقف الحقد ولم تتوقف الكراهية ..
غير أن كراهية أعداء الإسلام لمحمد في الوقت الحاضر ، هي كراهية عنصرية مقننة ، مشفوعة بالقوانين ، ففي فرنسا بلد الحرية والمساواة كما يدعون ، تصدر القوانين التي تمنع الحجاب ، وتُدين أئمة المساجد ، كما تصدر قوانين ضد الإسلام العنصري كما أطلقوا عليه ، بحيث يضيق على المسلمين معيشتهم في بلد الحرية والمساواة المزعومة ، وأخيرا وليس آخرا ، ها هم اليوم يحاربون اسم محمد .. صلى الله عليه وسلم
إن هذا المرشح لم يكن ليتجرأ على هذه الإساءة لو لم يجد له أنصار ومؤازرين وأولهم الرئيس الفرنسي نفسه ، والذي أساء للإسلام والمسلمين أكثر من أي رئيس سبقه ، وكل هؤلاء يسعون لكسب أصوات المتطرفين الحاقدين، الكارهين لكل ما هو غير فرنسي ، وخاصة إذا كان من المسلمين ..
وبالتالي كان لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية ما يبررها ، وقد آتت الحملة أكلها في البداية ، مما دفع ماكرون إلى التراجع ومحاولة تبرير تصريحاته ، ومحاولة التودد للمسلمين .. غير أن عدم استمرار الحملة بقوة جرّأ آخرين على استمرار التعدي على المسلمين والإساءة للإسلام .
إن أضعف الإيمان في مواجهة مثل هذه التصريحات هو أن نقاطع كل ما هو فرنسيا ، نقاطع طائراتهم ومتاجرهم وبضائعهم ، نقاطع لغتهم وأفلامهم وبرامجهم التعليمية ، نقاطعهم فلا نستورد منهم ولا نصدر لهم .
إن الحملة التي أطلقت لمقاطعة المنتجات الفرنسية لا تزال مستمرة ، ولكنها لم تؤتِ أكلها بشكل كامل .. بسبب جهل كثير من المسلمين بما يدور حولهم ، وما يخطط له أعداؤهم ، وبسبب عدم دفاعهم عن دينهم وعن نبيهم صلى الله عليه وسلم .
إن العلاج لمثل هؤلاء هو عدم انتخابهم وعدم التصويت لهم ، وتحذير الناس منهم ، وفضحهم على الملأ وفي كافة المحافل .. إن مثل هؤلاء سوف يلحقون أضرارا اقتصادية عظيمة بفرنسا ، في حال قام المسلمون بدورهم الحقيقي في المقاطعة ..
لو كان لدى القوم عقلاء لمنعوا هذا الحاقد من الترشح حرصا على اقتصادهم وعلى تجارتهم وعلى علاقاتهم الطبيعية مع الشعوب الإسلامية .
إن حملة المقاطعة للمنتجات الفرنسية ينبغي أن تتحول إلى عمل مؤسسي ما داموا لا يخجلون ، ولا يتراجعون عن إعلان عدائهم وكراهيتهم للإسلام ولنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ..
ينبغي أن يتخصص بعض المسلمين لمأسسة حملة المقاطعة بحيث لا تفتر ولا تتراجع ، ما دام هؤلاء على باطلهم وعلى إساءاتهم ، وأن يتخصص البعض في تقنين الموضوع ، بحيث تصدر القوانين التي تجرم الإساءة وتلحق بالمسيئين أشد العقوبات .. وأن تخصص المواقع وتنظم الهاشتاقات التي ترد على الإساءات بشكل منهجي عملي بحيث يكون لها أثر كبير في المحافل والمنظمات الإنسانية الدولية ..
ينبغي أن تتضافر الجهود من أجل الذب عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، فليس حبه صلى الله عليه وسلم بتكرار الصلاة عليه فحسب ، وليس حبه بالاحتفال بذكر شمائله يوم مولده فحسب ، وإنما حبه يكون بحفظ اسمه ومكانته وعرضه ، والذب عنه بكل الأدوات والأساليب الممكنة ..، وبنشر سيرته وفضله وعدله ورحمته وعطائه وكرمه وأخلاقه وعظمته وإنسانيته ،إن حبه يكون بحب من أحبه وبغض من يبغضه ، ومقاطعة ومعاداة من يعاديه ..إن حبه يكون بالاقتداء به والسير على منهجه وهديه صلى الله عليه وسلم ..

أكتب رداً:

You must be logged in to post a comment.

All Rights Reserved © www.KamalHattab.info  |  [email protected]