المثليون الجدد.. والدوافع الاقتصادية؟ أ.د كمال حطاب
في ظلال قوله تعالى ” وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ” ( الأعراف ، 82) ، يعترف أولئك المثليون بأنه لا مكان للطهارة أو الأطهار بينهم ، ولذلك لا بد من إخراج المتطهرين من تلك القرية ، حتى يهنأ القذرون بقذارتهم دون اعتراض أحد ..
كنت أتعجب من صنيع قوم لوط كلما قرأت الآيات التي تتحدث عن قصة لوط وسلوكيات قومه مع ضيوفة ، وقد أجد تفسيرا لتلك السلوكيات بأنهم قوم منعزلون غير متحضرين لم يصلوا إلى مراتب متقدمة من العلم أو المعرفة ، وربما لم تصلهم رسائل سماوية قبل لوط عليه السلام ، فكانت عادات وسلوكيات شاذة تمكنت منهم ولم يستطيعوا تركها عندما دعاهم لوط عليه السلام ..
غير أننا في العصر الحاضر وجدنا المثليين الجدد في دول وأمم تدعي الحضارة ، وقد وصلتها الرسالات السماوية كلها ، وبلغت من العلم مبلغا لم تصل إليه الأمم السابقة ، ومع ذلك فهذه الدول تتقبل هذا السلوك القذر وتجد له المبررات المغلفة بالمنطق والاحترام ، بل ويسنون له قوانين وتشريعات تحفظ حقوق من أُطلق عليهم المثليون .. فها هو الرئيس الأمريكي جو بايدن يوقع تشريعا فدراليا يحمي هذه الفئة من البشر ، ويحث على احترام زواج المثليين وحفظ حقوقهم ، ويمنحهم الحماية الفدرالية .. رغم معارضة 34 ولاية أمريكية لهذه الحقوق .
ليس هناك من شك في أنه توجد فئة من البشر قد مسخت فطرهم السوية أو أصيبوا بأمراض نفسية وعقلية جعلتهم يرغبون في هذا السلوك القذر … ولكن هذه الفئة كانت قلة منبوذة معزولة .. حتى استحقوا الخسف والإبادة في زمن لوط عليه السلام .. وتخلصت البشرية من شرورهم .
أما المثلية الجديدة والتي وافق عليها بايدن عام 2022 ، فليس بالضرورة أن يكون غرضها ذلك السلوك الشنيع فحسب ، بل ربما كانت وراءها أمراض وأغراض اقتصادية ، فوفقا لما نشرته جريدة اليو إس إيه توداي يوم 13 -12-2022 ، فإن قانون المثليين يعطيهم حقوقا قانونية عديدة ، وهذه الحقوق هي أشبه بحقوق الأزواج الطبيعيين ، وربما تتفوق عليها ، فللرجل المثلي أن يستفيد من الضمان الاجتماعي لشريكه وكذلك من التأمين الصحي ، والتقاعد ، وكذلك الميراث ، كما أن له نصف ممتلكاته عند الطلاق أو الفسخ ، إضافة إلى حقوقه في الإقامة أو الحصول على الجنسية .. فقد يتزوج رجل أجنبي من رجل أمريكي مثلا من أجل الحصول على الجنسية إذا لم يجد امرأة توافق على الزواج منه .. وهكذا ..
طبعا كل هذه الحقوق لا تبرر ولا تقلل من القذارة التي غمسوا أنفسهم بها حتى ولو كانت أغراضهم بريئة ، ولكنها تبين إلى أي مدى قد ينحدر الإنسان بإنسانيته في سبيل مصالحه الاقتصادية ، كما تظهر كيف طغت الحياة المادية الاقتصادية على عقول الناس ، وباتوا لا يتركون بابا أو طريقا يحققون من خلالها مصالح اقتصادية إلا سلكوه ، دون نظر إلى مدى القبح والشناعة التي تغمر هذا السلوك ..
إن الاعتبارات المادية والاقتصادية ، هي التي تحكم العالم في الغالب في الوقت الحاضر ، وهي التي تحرك كافة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والعسكرية .. إلخ ، وما دام الأمر كذلك ، فما المانع عندهم أن تكون هذه الاعتبارات وراء تحديد العلاقات البيولوجية بين البشر ، وتحديد الجنس والجندر ، وبناء أسر شاذة ذات علاقات غير بشرية ، من أجل تأمين بعض المصالح الاقتصادية .. ولعل مما يدعم هذا الكلام .. ضخامة حجم الشركات العالمية التي تقف مع حركة حقوق المثليين ، وتقدم لهم المليارات للترويج لأنشطتهم وتنظيم فعالياتهم في مختلف دول العالم .. فهل يمكن أن يكون هذا الدعم لأغراض تسويقية أو اقتصادية ؟ باعتبار هذه الفئة أصبحت تمثل نسبة ليست قليلة من حجم البشرية ، كما أنها تتوزع بين الطبقات الأكثر غنى ورفاهية ؟ هل يمكن أن يكون هذا الدعم لأغراض تجارية بحتة ؟ أم أن هذه الشركات لا تريد أن تخسر الدول والحكومات والمؤسسات العالمية التي وقفت إلى جانب حقوق المثليين ؟
إن هذه الشركات تشمل معظم الشركات العالمية المعروفة في كل بلد ، وإن دعمها لهذه الفئة من البشر، هو محل استغراب واستهجان من العقلاء والمنصفين على مستوى العالم ..
إن المثليين الجدد هم أكثر وقاحة وأقل حياء ، فالمثليون القدامى كان يعترفون بشناعة صنيعهم وبالتالي هم لا يريدون أن يتطهروا ولا يريدون أن يكونوا مع المتطهرين ، أما المثليون الجدد فيعتبرون أنفسهم أسوياء ويطالبون بحقوقهم كاملة بل إنهم ربما يحاربون من ينكر عليهم فعلهم ، وباتوا يجدون لأنفسهم من القوانين والتشريعات ما يسمح لهم بترويج أفعالهم الشنيعة وممارستها تحت ظل الحماية الأمريكية الفدرالية .. بل إن الأمر تعدى ذلك إلى تدريس المثلية الجنسية ومعاقبة كل من يعترض عليها .