“مستقبل الاقتصاد الإسلامي ” أ.د كمال حطاب .. عندما بدأت دراسة هذا التخصص في مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، كانت لدي قناعة
وإيمان قوي بأن المستقبل للاقتصاد الإسلامي ، رغم أن المؤسسات المالية الإسلامية في ذلك الوقت لم تكن تتعدى أصابع اليد الواحدة .. كان إيماني منبثقا من اعتقادي بأن المستقبل لهذا الدين بكافة أنظمته وتشريعاته ، ومنها الاقتصاد الإسلامي ، وهذه حقيقة عقدية أخبر بها الله سبحانه في العديد من الآيات القرآنية، كما أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ” إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ” .وفي حديث آخر ” ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار .. ”
أقول هذا الكلام في الوقت الحاضر وقد أصبحت المؤسسات المالية الإسلامية تتجاوز 400 مؤسسة ومصرفا إسلاميا ، وأقسام وبرامج الاقتصاد الإسلامي في الجامعات لا تكاد تحصى ، ومراكز الاقتصاد الإسلامي والتمويل الإسلامي منتشرة في معظم دول العالم الإسلامي والغربي ، ولم يعد في وسع العديد من المؤسسات المصرفية التقليدية إلا أن تتقبل الصيرفة الإسلامية بأن تفتح فرعا إسلاميا أو نافذة للمعاملات الإسلامية أو صناديق استثمارية إسلامية ..
كما وجد في عدد من الدول الإسلامية أسواق رأس مال إسلامية ، فوجدت في البحرين السوق المالية الإسلامية العالمية ، وفي ماليزيا سوق المشتقات المالية الإسلامية ، ووجدت مؤشرات مالية إسلامية كداو جونز الإسلامي ، وكذلك ازدهرت في الوقت الحاضر الصكوك المالية الإسلامية والتي انتشرت بشكل مذهل مع مطلع الألفية الثالثة ..
إن التطور في حقل الصيرفة الإسلامية والمنتجات المالية الإسلامية لا يقف عند حد ، حيث يعتبر هذا المجال من أكثر المجالات خصوبة ، ..
إن هذا التطور المذهل يستلزم من المتخصصين في هذا المجال أن يكونوا على قدر المسئولية من المحافظة على كفاءة المنتجات وسلامتها الشرعية . كما يستلزم من المسئولين في الدول الإسلامية أن يعملوا لما فيه مصلحة شعوبهم من خلال الأخذ بآليات وأدوات الاقتصاد الإسلامي والصيرفة الإسلامية .
لقد آن الآوان لأن تأخذ حكومات الدول الإسلامية على عاتقها تطبيق الاقتصاد الإسلامي والصيرفة الإسلامية بأدواتها وصيغها الجديدة ، ولكن هذا الأمر لا يزال يتطلب عدة أمور هامة منها :
توفر النوايا الصادقة لدى المسئولين ، والحرص الأكيد على مصلحة الشعوب ، ومكافحة الفساد والفقر والبطالة .
تطور المؤسسات المالية الإسلامية بما يتفق ومعايير الكفاءة المالية والاقتصادية والسلامة الشرعية .
اتجاه المفكرين والباحثين في الاقتصاد الإسلامي والصيرفة الإسلامية إلى الحلول العملية الواقعية بعيدا عن الترف الفكري .
إن تبني حكومات الدول الإسلامية للاقتصاد الإسلامي أصبح أمرا هاما لا يمكن الاستغناء عنه،وذلك إذا ما أرادت هذه الحكومات التخلص من مصيدة القروض والفوائد الدولية ، وإذا ما أرادت حقيقة التخلص من مشكلات الفقر والبطالة والتخلف بكافة أشكاله .
إن انتشار العمل المصرفي الإسلامي والمؤسسات الاستثمارية الإسلامية والصكوك الاستثمارية الإسلامية والأسواق المالية الإسلامية وشركات التأمين الإسلامية والمؤسسات الوقفية الإسلامية وصناديق ولجان الزكاة .. الخ يستلزم وجود جهات حكومية منوطة بهذه الشئون تعمل على الرقابة والمتابعة والتنسيق، من أجل أن تكون جميع فعاليات الاقتصاد القومي متضافرة متكاملة مع بعضها البعض .
إن انتشار مؤسسات الشفافية ومكافحة الفساد وقوانين إشهار الذمة المالية تعتبر مؤشرات قوية على ضرورة تحول الحكومات للاقتصاد الإسلامي من أجل تفعيل عمل هذه المؤسسات والقوانين .
إن انتشار الصحوة الإسلامية لدى الجماهير ، وعودتها لإحياء مؤسسات العمل التطوعي الإسلامي من أوقاف وصدقات وتكايا وجمعيات ولجان خيرية وغيرها تستلزم ضرورة تلبية حاجاتهم للعيش في ظلال الاقتصاد الإسلامي .
وفي رأيي أن هناك تأييدا من قبل المنظمات الاقتصادية الدولية لآليات الاقتصاد الإسلامي والصيرفة الإسلامية ، كما أن هناك إشادة من قبل الخبراء والعلماء الاقتصاديين الدوليين بالاقتصاد الإسلامي ، ولذلك فإن تبني حكومات الدول الإسلامية للاقتصاد الإسلامي لن يكون أمرا غريبا أو مصادما للاقتصاد الدولي بل سيكون داعما ومؤيدا لكل ما فيه زيادة الخير والصلاح والكفاءة والعدالة والتنمية والتقدم للبشرية جمعاء .
وفي اعتقادي أن مسألة تبني حكومات الدول الإسلامية للاقتصاد الإسلامي هي مسألة وقت ، فهي قضية عقدية حتمية لا بد منها عاجلا أم آجلا ، فالمستقبل للإسلام بكافة أنظمته ومنها النظام الاقتصادي الإسلامي .
06 February 2007 في الساعة 7:07 pm
استاذي الفاضل
قرأت مقالتك المعنونة مستقبل الاقتصاد الاسلامي.. وهي مقالة رائعة المحتوى والمعنى وفعلا نحن توقن ان المستقبل للاقتصاد الاسلامي لان المستقبل كما نراه هو للنظام الاسلامي ككل كما ورد في حديث المصطفى.(.ثم تكون خلافة راشدة..)…
لكن سيدي الا ترى معي ان تطبيق النظام الاقتصادي بحاجة الى قوة سياسية فنحن كما تعلم ان الاقتصاد والسياسة يسيران جنبا الى جنب .
فلا بد من توعية القائمين على صناعة القرار في الدول الاسلامية توعيتهم بالننظام الاقتصادي الاسلامي .. سواء كانوا في المجالس التشريعية او التنفيذية ..او حتى على مستويات القطاع الخاص خاصة المصارف والشركات المالية والاقتصادية المختلفة حتى تكون ضاغطة على صناع القرار في الدولة من خلال العمل الاسلامي..طبعا بعد اقناعهم بجدوى هذا النظام عمليا من خلال الابحاث والتقارير وغيرها.
واخيرا نسأل الله لكم النجاح والتوفيق في العمل لوضع لبنة من لبنات النظام الاسلامي
والسلام عليكم .
يحيى الطرمان
13 May 2007 في الساعة 1:50 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
فأجدد شكري وتقديري لك دكتور كمال حطاب على الجهد المتواصل والمتكرر في دعم مسيرة الاقتصاد الاسلامي والنهوض بها لا سيما في هذا الوقت الذي كثر الحديث فيه عن هذا التخصص والمجال …..
أعانكم الله ووفقكم وسدد على طريق الخير خطاكم …..
والله ولي التوفيق …
05 July 2007 في الساعة 1:03 pm
جزاك الله خيرا على هذا البحث الذي يحيي القلوب بعدما يئست ولكن حتى نهوض الامة والصحوة الاسلاميه ماذا تنصحني ان افعل …….طالب تخرج من القسم الفصل الثاني ……….ارجو الرد جزاك الله خيرا
30 March 2008 في الساعة 12:03 pm
لسلام عليكم اشكرك على هذه المقاله واتمنى ان تزدهر الامه الاسلاميه وتفيق وهذا على ايدي ابنائها امثالكم باذن الله وما تزرعونه في عقول طلبتكم .
اريد معرفة القليل عن نظرية النمو غير المتوازن لهيرشمان اذا امكن وجزاكم الله خيرا .
11 October 2008 في الساعة 10:23 pm
السلام عليكم يادكتور أنا باحث في الإقتصاد الإسلامي ابحث عن موضوع الغلاء أسبابه وءاثاره وعلاجه هل من كطتب على ذلك يرجى إرسالها عن كذطريق البريد وفقكم الله والسلام عليكم
19 May 2009 في الساعة 2:00 pm
جزاكم الله خيرا أستاذي الحبيب..
وبالفعل كما تفضلتم فقد انتشرت المؤسسات المالية الإسلامية في أرجاء العالم..وبدأت تنال دعوة وشعبية واعترافا حتى في ظل الأنظمة الغربية كصندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات الغربية..
فإذا كانت التشريعات العربية تستند إلى الاعترافات والموافقات الغربية فلماذا لا تتبنى الاقتصاد الإسلامي في ظل الدعوات الغربية إلى تبني أساليبها التمويلية؟!!
06 July 2009 في الساعة 8:54 am
السلام عليكم
انا طالب ماجستير اقتصاد بجامعة الاسكندرية, عنوان الرسالة التى اقوم بكتابتها هو
(الاسلام والبطالة) ارجو من سيادتكم ايفادى بكل ما يخص هذا الموضوع من كتب واراء
ولسيادتكم جزيل الشكر
محمد رمضان
[email protected]
22 April 2010 في الساعة 11:02 am
يعطيك 1000 عافيةدكتوري الفاضل. .
شو بقدر احكي غير انه لمل نوقف امام إنجازات عظيمة متل إنجازاتك بنتسأل ممكن تبقى الهمه الي بثيتها بقلوبنا للإقتداء بك بخدمة ديننا بهادا المجال ولا ممكن الشواب العالقة بهل زمن تشغلنا. .إحنا بأمس لحاجه للروح الموجودة بداخلك حتى نقدر نكمل. .انا ما كنت طالبة عادية عندك بدخل المحاضرة حتى اخد بس الشي الي بتعلق بلتنمية الاقتصادية بس. .انا ما زلت بحتفظ بدفتري الي كنت اسجل عليه جميع مداخلاتك. .صحيح كان شهر ونص بس والله إستفدت. .
ولاء الخرابشة