عندما ينطق الحجر والشجر أ.د كمال حطاب
عندما نتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة الثلاثة الذين آووا إلى مغارة في جبل ، فهبت عاصفة ، فأغلق باب الكهف بصخرة كبيرة ، فقالوا لن يخرجنا اليوم مما نحن فيه إلا أن يدعو كل منا بصالح عمله ، فأخذ كل منهم يتذكر عملا ، قام به خالصا لله تعالى ، والحديث طويل ومعروف .. وبعد أن انتهى كل منهم من ذكر قصته دعا بصالح عمله ، وقال اللهم إن كان هذا العمل قد قمت به لأجلك ففرج عنا ما نحن فيه … فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون …
عندما نتذكر هذا الحديث ، نعلم أنه من أجل حدوث المعجزات والخوارق لا بد أن تكون أعمال البشر في طاعة الله ، هي أقرب إلى المعجزات والخوارق ، وهذا ما قام به الأشخاص الثلاثة الذين ذكرهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك تحركت الصخرة عن باب المغارة ..
وفي المقابل نجد أن بعض البشر يمكن أن يصلوا بأعمالهم إلى قمة الخسة والنذالة والغدر والكذب والخيانة والحقد ، وبالتالي سوف تحدث معهم الخوارق ، ولكن بطريقة عكسية ، وسوف تكون النتيجة الحتمية أن يقاتلهم الحجر والشجر .. وأن يواجهوا الخسف والمسخ والهلاك نتيجة سوء صفاتهم وأفعالهم ..
وإذا نظرنا في واقع البشر في الماضي والحاضر ، فسوف نجد أن ما وصل إليه الصهاينة من صفات خسيسة ودنيئة في الوقت الحاضر يعد شيئا فوق العادة في عرف البشر ، فإذا كان للكذب درجات فسوف نجد هؤلاء قد وصلوا إلى أعلى مراتب الكذب عبر التاريخ ، فهم يكذبون ويكذبون ويكذبون ، ويصدقون أكاذيبهم ، ويقدمون الحجج الواهية للتدليل على صدق أكاذيبهم المفضوحة ، ونظرا لامتلاكهم معظم وسائل الإعلام في العالم ، فنجد لأكاذيبهم رواجا ، ونجد لها أبواقا مأجورة في كل مجتمع ..
وإذا كان للنذالة والخسة وانعدام الشرف والمروءة من مراتب ودرجات فسوف نجد أن هؤلاء الصهاينة قد وصلوا قمة النذالة والخسة وانعدام الشرف والمروءة والإجرام ، فلم يمر في التاريخ البشري أن يُحكم الناس بالسجن أحكاما مؤبدة بالعشرات بل بالمئات ، ولم يعرف التاريخ البشري حبسا للجثث أو مقابر للأرقام أو سرقة لأعضاء الموتى أو قصفا وتدميرا للمستشفيات وما فيها من مرضى وطواقم طبية ، أو تدميرا للمدارس والمساجد والكنائس وسيارات الإسعاف ومخيمات النازحين ..وحتى المقابر لم تسلم من إجرامهم .
إن ما يقوم به الصهاينة من إجرام ونذالة وخسة وانعدام شرف يمكن أن يسجل في كتب الأرقام القياسية إذا وجد من يضع للنذالة والخسة والإجرام أرقاما قياسية .
وإذا كان للغدر ونقض العهود من حدود ودرجات فإن ما وصل إليه هؤلاء في الوقت الحاضر يعد في أعلى درجات الغدر ، فلم يحترموا عهدا ولا ميثاقا ، ولم يلتزموا بأي اتفاق ، ولم يحترموا حتى من طبع معهم أو عقد معهم اتفاقيات للسلام أو الأمن ..
وكما أن من يتصف بأعلى درجات الأمانة والعفاف وبر الوالدين يمكن أن تحدث له المعجزات والخوارق والكرامات ، ويمكن أن تتحرك الصخور والجبال عند دعائه ، فإن من يتصف بأعلى درجات الكذب والغدر والإجرام والخسة والنذالة وانعدام الشرف لا بد أن تتحرك الصخور ضده وأن تزلزل الأرض تحت أقدامه .. ولا بد أن ينطق الحجر والشجر ويقول : يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .. في الحديث الصحيح .