نهاية الغطرسة أ.د كمال حطاب
عندما نجا أبو سفيان بقافلته قبيل معركة بدر ، بعث إلى جيش كفار مكة ، وكانوا في طريقهم إلى بدر ، بعث إليهم بأنه نجا بالقافلة ، وأن أموالهم لم تمس ، وبالتالي طلب منهم العودة ولا داعي للقتال .. غير أن أباجهل أخذته العزة بالإثم وقال :والله لا نرجع حتى نرد بدرا ، فنقيم عليه ثلاثا ، فننحر الجزر ، ونطعم الطعام ، ونسقي الخمر ، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبدا .. وبالفعل فقد أصر على رأيه واتهم كل من خالفه بالجبن .. حتى دفع الجميع إلى الإقدام على المعركة .. التي كانت نهايتهم ولقوا فيها مصارعهم ..
إن موقف نتنياهو ومن معه من قادة الصهاينة في الوقت الحاضر هو أشبه بذلك الموقف .. فهم يرون أنفسهم وما لديهم من قوة وأسلحة وعتاد ودعم غربي وشرقي وعربي .. يرون أنفسهم منتصرين .. ويزينون لأنفسهم بأنهم سيستأصلون المقاومة من جذورها .. ثم ستكون لهم الغلبة المطلقة بحيث لا يقف في طريقهم أحد ..
إنهم يخدعون أنفسهم غرورا واستكبارا .. وتمسكا بالوعود والتعهدات التي قطعها لهم الداعمون في هذا الإجرام .. وإيمانا وتصديقا بالخرافات التي يطلقونها بين الفينة والأخرى ..
إن هؤلاء لا يدركون أنهم يساقون إلى مصارعهم وإلى نهاية دولتهم المؤقتة وكيانهم المسخ ..فإصرارهم على الاستمرار في القتل الجبان من خلال القصف بالطائرات والمدافع البعيدة وارتكاب المجازر ضد المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ .. سوف يأتي بنهايتهم بلا شك .. فكل قطرة دم من شهيد أو جريح سوف تحيي أجيالا يحرصون على الشهادة كما يحرص الصهاينة على الحياة .. إن كل شهيد سوف يأتي بمائة مقاتل يريد الانتقام لدمائه .. وبالتالي فلن يتمكن هؤلاء الجبناء الذين يوصفون بأنهم أحرص الناس على حياة .. لن يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم .. فلن يكون لهم ملجأ سوى الهروب والهجرة والعودة إلى البلاد التي جاؤوا منها .. هذا إذا سمحت هذه الدول باستقبالهم بعد كل هذه المجازر التي ارتكبوها.
إن هذه الدول سوف تلفظهم بسبب إجرامهم كما لفظتهم أول مرة وطردتهم عبر البحار باتجاه فلسطين ..إن إجرامهم المستمر سوف يؤدي إلى تراجع الدعم عنهم شيئا فشيئا .. بل زيادة كراهية شعوب العالم لهم ولإجرامهم .. وبالتالي لن يجدوا لأنفسهم ملجأ سوى المعازل التي عاشوا فيها قرونا طويلة .. معازل الجيتو ..
إن إجرامهم الوحشي سوف يدفع كل من بقيت لديه ذرة إنسانية من اليهود إلى الرحيل السريع عن أرض فلسطين ومحاولة نسيان هذه الفترة من الظلم والاستبداد والإجرام بحق أهل فلسطين ..
ولا شك أن من سيبقى منهم ويشارك الصهاينة في إجرامهم ، فسوف يكون مصيره القتل ، وسوف يستمر قتلهم إلى أن تضج بهم الأرض ويشتكي منهم الحجر والشجر .. وينادي الحجر والشجر : يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله .. كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ..