الإبداع في حملات المقاطعة أ.د كمال حطاب
أبدع القائمون على حملة ” مقاطعة ” في الكويت عندما رفعوا لافتات في معظم شوارع الكويت ، تحمل شعارات ” هل قتلت اليوم فلسطينيا ” وكانوا يقصدون أن كل قرش يدفع لشراء منتجات يدعم أصحابها الصهاينة يسهم في قتل الفلسطينيين ، لأن هذه القروش سوف تدفع ثمنا لأسلحة الجريمة والدمار ، وقد حققت الحملة نجاحا كبيرا .. ويبدو أن كثيرا من الناس لا يتحركون إلا بمثل هذه الحملات أو من خلال توصيل المعاني الحقيقية لعدم المقاطعة ..
كما أبدع الماليزيون من خلال حملة المقاطعة التي قاموا بها ضد السلع الأجنبية التي تنتجها دول أو شركات تدعم الاحتلال الصهيوني .. وكذلك في قرارهم منع سفن دولة الاحتلال والتي ترفع علم دولة الاحتلال من الرسو في موانئها ، كما منعت الحكومة أية سفينة متجهة إلى دولة الاحتلال من تحميل البضائع في الموانئ الماليزية .
ونظرا لأن من خصائص البشر أنهم يألفون الأحوال مهما كانت ظالمة أو مؤلمة ، فإن القائمين على حملات المقاطعة مطالبون باستمرار التجديد والإبداع في تسويق حملات المقاطعة على أمل أن يكف الظالمون عن دعمهم للصهاينة المجرمين أو يخففوا من هذا الدعم ..
إن الامتناع عن شراء أو استهلاك أو اقتناء منتجات أدمن عليها الناس ودخلت عناصرها ومكوناتها في دمائهم وشرايينهم .. فباتوا يتحركون ويتنفسون نكهاتها ومذاقاتها .. ويعيشون ذكرياتها لهو أمر صعب جدا على النفوس البشرية المتصفة بالضعف أمام الشهوات والمغريات ..
غير أن المتابعة والاهتمام لأمر الإسلام والمسلمين والنظر المتكرر لما يقوم به الصهاينة من مجازر يومية في فلسطين .. ينبغي أن يكون رادعا لهذه النفوس ومحفزا لها على هجر وترك منتجات كل شركة أو دولة تدعم الصهاينة في جرائمهم اليومية ..
وقد انتشر التحذير من هذه المنتجات في كل مكان .. غير أن هذا التحذير وهذه النصائح تتطلب التجديد والإبداع بحيث يتعرف الناس على مستجدات هذه الشركات ومواقفها وتصريحات القائمين عليها الخاصة باستمرار دعمهم للصهاينة .. وتشجيعهم على مواصلة هذه الإبادة الجماعية في غزة وفلسطين .
إن المطلوب من القائمين على حملات المقاطعة تسويق مقاطعتهم بشكل مهني يراعي أحدث ما أبدعته حملات التسويق التجارية والإعلامية ,, بحيث لا يتركون أي عذر لمن لا يشارك في المقاطعة .. سواء من حيث توفير المعلومات الكاملة حول الشركات والإحصاءات اليومية المترتبة على المقاطعة وكذلك الآثار التي تحققها هذه الحملات .. وذلك من أجل إقناع جمهور الناس بأن قيامهم بالمقاطعة ليس دون جدوى كما يعتقد كثيرون .. بل إن كل فرد مقاطع له أثر كبير في تحقيق النتائج المرجوة ..
إن وجود تنسيق وتشاور بين حركات مقاطعة منتجات مستوطنات الاحتلال وحملات المقاطعة للشركات الداعمة للاحتلال في معظم دول العالم سوف يؤدي إلى إحداث ضرر كبير يلحق بهذه الشركات بما يمكن أن يؤدي إلى تغيير موقفها من دعم الاحتلال .. إذا ما كان الترتيب والتنسيق بين حملات المقاطعة ، مهنيا واحترافيا ، وبالتعاون مع الأحرار في العالم من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي أو الاتحادات الطلابية والنقابات وكافة المنظمات الإنسانية والحقوقية المدنية والحكومية .
إن الإبداع في حملات المقاطعة أمر مطلوب ولا يقل أهمية عن الإبداع في المقاومة والتصدي للاحتلال وأعوانه بكافة فئاتهم وأشكالهم .