عودة إلى الصفحة الرئيسية

الأطفال أحباب الله … أ.د كمال حطاب

الأطفال أحباب الله
أ.د كمال حطاب
الأطفال عالم مستقل لا يظلم ولا يؤذي أحدا .. الأطفال عالم أحلام وآمال وبراءة وجمال .. الأطفال عالم محصن في كافة التشريعات السماوية والبشرية .. الأطفال أحباب الله وهو خالقهم وهو كفيلهم وهو حسيبهم .. الأطفال محل رحمة الله فمن لا يرحم لا يرحم ، الأطفال شفعاء والديهم عند الله .. الأطفال منبع للفرح والسرور والحب والخيال وكافة العواطف الجميلة ..
فلماذا يقتل الأطفال في غزة ؟ ولماذا يسكت العالم عن قتل قريبا من 20 ألف طفل ؟ ولماذا لا يحاسب القتلة؟ ولماذا يترك الصهاينة يمارسون حقدهم وإجرامهم ضد الأطفال ومعهم النساء والشيوخ وسائر المدنيين .. مخالفين كافة القوانين والشرائع الدولية والإنسانية ..
لم يعرف التاريخ البشري فئة أو جماعة من البشر تبيح قتل الأطفال والنساء والشيوخ .. وتجاهر وتفخر وتصر على هذا القتل .. إلا الصهاينة .. قتلة الأنبياء وقتلة الأبرياء .. الملعونين في كل كتاب وعلى كل لسان .. “لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ”
قتل الأطفال محرم في كافة الشرائع السماوية والبشرية باستثناء بعض النصوص التوراتية المحرفة التي يجهر بها بعض الصهاينة المتطرفين أمثال المجرم نتنياهو .. وينكرها بعض اليهود العقلاء .. الذين ينكرون جريمة الإبادة الجارية في غزة وفلسطين .
كم عدد المنظمات الإنسانية المدافعة عن حقوق الأطفال ؟ وماذا فعلت من أجل غزة ؟ للأسف الشديد فإن ما فعلته هذه المنظمات هو أقل القليل وهو لا يتجاوز الإعلانات والتحذيرات والمناشدات الدولية ولم تتخذ أي إجراء عملي من شأنه وقف الإبادة ضد الأطفال .. كإلغاء الاتفاقيات أو المشاريع مع المحتلين وإغلاق مكاتبهم لدى الكيان المحتل وسحب ممثليهم من دولة الاحتلال .. وإحصاء المجرمين من الجنود والصهاينة والتشهير بهم .. وتشكيل فرق قانونية دولية لمحاكمة هؤلاء المجرمين .. إلخ
لم تفعل المنظمات الإنسانية المختصة بالأطفال ما ينبغي عليها فعله .. ولم تفعل المنظمات الداعية إلى حماية الأطفال .. والداعين إلى حرية الطفل وتركه وشأنه .. وجعله ينطلق على حريته .. ودعه يختار جنسه .. لم يفعل هؤلاء أي شيء .. يحمي الأطفال في غزة من القتل .. لم يفعلوا أي شيء يسمح له بأن يختار حياته أو أمنه .. لم يفعلوا أي شيء يسمح له بالحصول على الطعام أو الماء أو الدواء .. مما يشير إلى فسادهم وفساد نواياهم .. و
إن هؤلاء المجرمين الذين يقتلون الأطفال الأبرياء الأنقياء الأطهار .. إنما يقتلون الأمل والبسمة والتفاؤل في هذا العالم .. ولا يشعر هؤلاء أنهم سوف يلاقون نفس المصير .. فالحياة تدور، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وأن ما تقدمه اليوم تحصده غدا وأن قاعدة كما تدين تدان تنطبق على الجميع .. وأن مصيركم ومصير أطفالكم مرتبط بما تقدمونه من إجرام ووحشية ..

أكتب رداً:

You must be logged in to post a comment.

All Rights Reserved © www.KamalHattab.info  |  [email protected]