أشهر الكذابين في التاريخ … أ.د كمال حطاب
وفقا لشات جي بي تي فإن الرئيس الأمريكي ترامب هو أشهر الكذابين في التاريخ الأمريكي الحديث ، يليه نتنياهو الكذاب الأشر .. الذي يكذب أكثر مما يتنفس ، ، فوفقا لصحيفة واشنطن بوست ، فقد أدلى ترامب خلال ولايته الأولى بأكثر من 30 ألف تصريح كاذب أو مضلل .. أما نتنياهو ، فهو متهم بتضليل الإعلام العالمي عندما وصف العدوان على غزة بأنه دفاع عن النفس رغم استهداف المدنيين ، وبرر الاستيطان بأنه حق تاريخي مخالفا للقانون الدولي .
ولعل من أشهر الكذابين المعاصرين بعد هؤلاء ، ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط والذي زار غزة حديثا ، وقال بأنه لا يوجد فيها مجاعة ، وكان معه السفير الأمريكي لدى الاحتلال مايك هاكابي والذي خرج بتصريح أكذب من صاحبه عندما قال بأن الجيش الصهيوني هو من أكثر الجيوش تجنبا لقتل المدنيين .
غير أن من أهم ما يميز الكذب الحديث أنه كذب مستمر وعلى مدار الساعة أو الدقيقة والثانية ، حيث وجدت أجهزة متخصصة في الكذب أطلق على أجهزة إعلامية ، ووجد ما يسمى السياسة الإعلامية أو الاستراتيجية الإعلامية أو حتى حروب الإعلام .. وجند لهذا الكذب جنود أو موظفون مختصون في فن الكذب والترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي .. أطلق عليهم ” الذباب الإلكتروني ” غالبا ..
واستعان هؤلاء بخبراء في علم النفس والتربية والاجتماع ، وأخصائيين في فن الإشاعة والترويج الإلكتروني،ونشر هؤلاء في العدوان على غزة على مدى عامين من الأكاذيب والإشاعات ما لا يمكن تغطيته مهما كانت الحقائق ناصعة ..
واستخدموا في كذبهم حرب المصطلحات ، فأحدثوا في العالم تضليلا كبيرا وتشويها للحقيقة ، بحيث تمكنوا من تضليل الرأي العام العالمي شهورا طويلة .. ولا يزالون ضالعين في ضلالهم وتضليلهم ولا تزال أجهزة الإعلام العالمي تردد وراءهم أكاذيبهم كالببغاءات .. خاصة في حرب المصطلحات .. ابتداء من مصطلح الرهائن أو المخطوفين وما هم بمخطوفين بل هم في الحقيقة جنود وضباط أسروا من قواعدهم العسكرية ، وبعضهم أخرجوا من دباباتهم .. ومع ذلك فجميع أجهزة الإعلام تردد على مدار الساعة “مخطوفين ” … وغيرها من الكلمات الواضحة الدلالة على إجرامهم وكذبهم وتضليلهم ..
غير أن حجم الإجرام والإبادة الجماعية وهندسة الجوع وفوضى المجاعة لم تعد تخفى على أحد ، وباتت صور المجاعة وحدها ترعب العالم مما أحدثه هذا الاحتلال المجرم .. باتت مشاهد الدمار في غزة والتي التقطت من خلال طائرات المساعدات تنذر العالم بالويلات والخراب والدمار الشامل .. فانكشفت أكاذيب دولة الاحتلال ولم تعد تنطلي على أحد وانكشفت صورة الاحتلال البغيض كأبشع احتلال عرفته البشرية .. وبات الاحتلال مكروها منبوذا في كل مكان في هذا العالم .. ولم يعد كذب ترامب نافعا في التغطية على جرائم الاحتلال ، ولم يعد كذبه كافيا في حماية نفسه من فضائح جيفري ابيستين والاتهامات المرافقة لها .. وبالتالي فقد اقتربت لعنة العقد الثامن كما قال إيهود باراك رئيس وزراء الاحتلال الأسبق.. وباتت نهاية الاحتلال وشيكة .