مولد الهادي محمد صلى الله عليه وسلم … أ.د كمال حطاب
بعد صلح الحديبية دخلت قبيلة بني بكر في حلف قريش ، ودخلت خزاعة في حلف المسلمين ، وما لبثت بني بكر أن أغارت على خزاعة فقتلت منهم عشرين رجلا .. فاستنجدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ،فغضب غضبا شديدا وقال : لا نصرني الله – تعالى – إن لم أنصر بني كعب .يقصد خزاعة .
هكذا كانت مواقفه صلى الله عليه وسلم في نصرة المظلومين والأخذ على يد الظالمين والمعتدين .. جهز جيشا كبيرا ، أكثر من عشرة آلاف مقاتل بكامل عدتهم وعتادهم لنصرة قبيلة خزاعة ، وتوجه إلى مكة ، وكان الفتح المبين ، وكان تأديب الظالمين ، ومعاقبة المجرمين ، وإذلال المشركين والمتحالفين معهم ..
إن ذكرى مولد النبي تقتضي أن يتحالف الناس على ردع الظالمين ونصرة المظلومين ، وعلى نصرة المسلمين في كل مكان وعلى تحرير الأراضي المحتلة قبل كل شيء .. وعلى نصرة أهل غزة ووقف المجازر وجرائم الإبادة المستمرة فيها .
إن هذه الذكرى تتطلب أن يتحالف ويتعاهد مليارا مسلم أو من يمثلهم من مؤثرين وقادة فكر ونخب ومسؤولين ورواد التواصل الاجتماعي .. يتحالفوا على نصرة أهل غزة بكل طاقاتهم وإمكاناتهم وعلاقاتهم وإنتاجهم الفكري والاجتماعي والسياسي والقانوني .. وبكافة أشكال الدعم الإنساني والسياسي والاقتصادي والعسكري إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا ..
إن أهل غزة ليسوا بأقل من قبيلة خزاعة ، وإن ما أصاب أهل غزة من قتل وتشريد هو أعظم بكثير مما أصاب قبيلة خزاعة ، ولو وُجد النبي صلى الله عليه وسلم بيننا لما رضي إلا بنصرة غزة وأهل غزة ومعاقبة المجرمين وتأديب الظالمين وكافة المتحالفين والمتعاونين معهم ..