عودة إلى الصفحة الرئيسية
25 July 2025
الأطفال أحباب الله
أ.د كمال حطاب
الأطفال عالم مستقل لا يظلم ولا يؤذي أحدا .. الأطفال عالم أحلام وآمال وبراءة وجمال .. الأطفال عالم محصن في كافة التشريعات السماوية والبشرية .. الأطفال أحباب الله وهو خالقهم وهو كفيلهم وهو حسيبهم .. الأطفال محل رحمة الله فمن لا يرحم لا يرحم ، الأطفال شفعاء والديهم عند الله .. الأطفال منبع للفرح والسرور والحب والخيال وكافة العواطف الجميلة ..
فلماذا يقتل الأطفال في غزة ؟ ولماذا يسكت العالم عن قتل قريبا من 20 ألف طفل ؟ ولماذا لا يحاسب القتلة؟ ولماذا يترك الصهاينة يمارسون حقدهم وإجرامهم ضد الأطفال ومعهم النساء والشيوخ وسائر المدنيين .. مخالفين كافة القوانين والشرائع الدولية والإنسانية ..
لم يعرف التاريخ البشري فئة أو جماعة من البشر تبيح قتل الأطفال والنساء والشيوخ .. وتجاهر وتفخر وتصر على هذا القتل .. إلا الصهاينة .. قتلة الأنبياء وقتلة الأبرياء .. الملعونين في كل كتاب وعلى كل لسان .. “لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ”
قتل الأطفال محرم في كافة الشرائع السماوية والبشرية باستثناء بعض النصوص التوراتية المحرفة التي يجهر بها بعض الصهاينة المتطرفين أمثال المجرم نتنياهو .. وينكرها بعض اليهود العقلاء .. الذين ينكرون جريمة الإبادة الجارية في غزة وفلسطين .
كم عدد المنظمات الإنسانية المدافعة عن حقوق الأطفال ؟ وماذا فعلت من أجل غزة ؟ للأسف الشديد فإن ما فعلته هذه المنظمات هو أقل القليل وهو لا يتجاوز الإعلانات والتحذيرات والمناشدات الدولية ولم تتخذ أي إجراء عملي من شأنه وقف الإبادة ضد الأطفال .. كإلغاء الاتفاقيات أو المشاريع مع المحتلين وإغلاق مكاتبهم لدى الكيان المحتل وسحب ممثليهم من دولة الاحتلال .. وإحصاء المجرمين من الجنود والصهاينة والتشهير بهم .. وتشكيل فرق قانونية دولية لمحاكمة هؤلاء المجرمين .. إلخ
لم تفعل المنظمات الإنسانية المختصة بالأطفال ما ينبغي عليها فعله .. ولم تفعل المنظمات الداعية إلى حماية الأطفال .. والداعين إلى حرية الطفل وتركه وشأنه .. وجعله ينطلق على حريته .. ودعه يختار جنسه .. لم يفعل هؤلاء أي شيء .. يحمي الأطفال في غزة من القتل .. لم يفعلوا أي شيء يسمح له بأن يختار حياته أو أمنه .. لم يفعلوا أي شيء يسمح له بالحصول على الطعام أو الماء أو الدواء .. مما يشير إلى فسادهم وفساد نواياهم .. و
إن هؤلاء المجرمين الذين يقتلون الأطفال الأبرياء الأنقياء الأطهار .. إنما يقتلون الأمل والبسمة والتفاؤل في هذا العالم .. ولا يشعر هؤلاء أنهم سوف يلاقون نفس المصير .. فالحياة تدور، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وأن ما تقدمه اليوم تحصده غدا وأن قاعدة كما تدين تدان تنطبق على الجميع .. وأن مصيركم ومصير أطفالكم مرتبط بما تقدمونه من إجرام ووحشية ..
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
23 July 2025
عندما طلب أوليفر تويست المزيد من الطعام في القصة الشهيرة التي كتبها شارلز ديكنز الانجليزي ، اهتز ضمير الأدب العالمي .. نظرا لأن أوليفر كان جائعا .. ولم يشبعه الطعام المقدم لعمال المصنع من الأطفال .. وغدا مراقب العمال شخصا قاسيا متوحشا .. لأنه فغر فاه مستغربا مستنكرا طلب المزيد من الطعام ..
وعندما عرضت وكالات الأنباء العالمية في بداية الثمانينات مشاهد المجاعة في إفريقيا اهتز ضمير العالم وتوجهت سفن الإغاثة من معظم دول العالم إلى مناطق المجاعة في الصومال وأريتيريا وغيرها من الدول الإفريقية ..
وتعهد برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة ( الفاو) وغيرها من المنظمات الدولية بالقضاء على الفقر وعدم السماح بظهور المجاعات مرة أخرى ..
غير أن المجاعة التي ضربت غزة في الوقت الحاضر ، ليس لها مثيل في التاريخ المعاصر ولا في التاريخ الماضي ، حيث تبث صور المجاعة يوميا بثا مباشر من غزة .. ويرى العالم والمنظمات الدولية المختصة بالغذاء .. يرون صور الأطفال وقد برزت عظامهم بعد أن جفت لحومهم .. ويرون العيون الغائرة والوجوه الذابلة والسيقان النحيفة الهزيلة .. ولا يتحرك أحد .. ولم تصل سفينة إغاثة واحدة إلى غزة ..
وقبل ذلك لم تُحرك مظاهر القتل والحرق للأطفال والنساء والشيوخ .. والدمار الشامل .. والإبادة الجماعية الضمير الإنساني العالمي .. فما بال المشاعر الإنسانية قد تبلدت؟ .. وما بال الضمير العالمي قد غاب أو اختفى أو دخل في غيبوبة طويلة .. بعد أن ماتت فيه كافة الأجهزة الحيوية ؟.
كيف يمكن إنعاش هذا الضمير .. كيف يمكن لأصحاب الضمير الحي من أصحاب الملايين والمليارات أن يعيدوا إنعاش أجهزتهم الإنسانية الحيوية ؟ كيف يمكن لكل من لديه قدرة أو طاقة أو فكرة أن يبذل جهدا من أجل التخفيف من حدة المجاعة وتقليل عدد الذين يتساقطون يوميا من الجوع والتجويع .. كيف يمكن لأصحاب الأموال أن يغيثوا الناس الذين يتساقطون جوعا .. ويقللوا من المجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال؟ دون أن يتعرضوا للتهديد بالقتل أو الملاحقة القضائية الدولية الظالمية ؟
مما لا شك فيه أن معظم الذين يحاصرون غزة هم من المرتزقة الذين يمكن شراؤهم أو من المحتلين الذين لا يستطيعون الاستمرار في البقاء في أرض لا يجدون فيها الأمن والأمان أو من العملاء المتواطئين الذين تم شراؤهم بالمال ، وبناء على ذلك .. لا بد من الاستعانة بخبراء عالميين يدرسون هذه الأوضاع .. ويضعون أو يقترحون آليات نحو شراء البضائع وإدخالها إلى غزة رغم القيود والمنع .. وذلك من خلال الطرق التي يمكنها تجاوز القيود والمنع .. وكذلك آليات يمكن من خلالها تقديم المساعدة لضباط وجنود الاحتلال وغيرهم من المرتزقة من أجل تمكينهم من العودة إلى بلدانهم الأصلية وتأمين حياتهم مستقبلا …
يمكن لفلسطيني الداخل وغيرهم من أصحاب الأموال وأصحاب الإمكانات في العالم أن يقوموا بدورهم في تنفيذ ما سبق من الآليات .. وغيرها من الأدوات والآليات التي يمكنها كسر الحصار وإغاثة الجائعين .. لا سيما وأن هذا العمل الإغاثي هو عمل قانوني مدعوم من كافة القوانين والشرائع الدولية والإنسانية .. ولا بد للجهات القانونية والقضائية من توضيح ذلك على نطاق واسع ..بحيث يمكن من خلالها إعادة إحياء الضمائر المجمدة أو إعادة انعاشها من جديد ..
–
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
21 July 2025
عام الرمادة في غزة
أ.د كمال حطاب
في عام 18هــ ، ضربت المجاعة المدينة المنورة وامتدت إلى سائر جزيرة العرب ، وأطلق على ذلك العام عام الرمادة ، حيث تحول التراب إلى رماد لشدة الجفاف وانقطاع المطر وتحرك الطبقات البركانية في الأرض .. وبدأ الناس يتساقطون من شدة الجوع .. وكان خليفة المسلمين في ذلك الوقت هو عمر رضي الله عنه .. الذي كان يحاسب نفسه على بغلة عثرت بأرض العراق .. فكيف سيكون حسابه لنفسه على موت الناس وعدم قدرته على إنقاذهم بسبب الجوع ..
وفي عام 1447هــ ضربت المجاعة أرض غزة ، ولم تكن مجاعة طبيعية بسبب المطر أو الطبيعة ، ولكنها مجاعة مفتعلة أو هي حرب تجويع يُمنع فيها مليونان من شعب غزة من الوصول إلى الطعام والماء وكافة أسباب الحياة .. بل إنهم يُجوّعون ويقتلون ويتساقط المئات منهم يوميا بسبب الجوع والمرض والقتل المستهدف ..
وما يهمنا هنا ، هو هل يمكن الاستفادة من الاجراءات التي قام بها عمر رضي الله عنه ، رغم أنها كانت إجراءات اجتهادية غالبا ، وفي ظروف تختلف كثيرا عن الظروف المعاصرة ؟
مما لا شك فيه ، أنه يمكن الاستفادة مما قام به عمر رضي عنه .. وعلى مدى تسعة شهور .. حيث استغاث عمر رضي الله عنه بعمرو بن العاص واليه على مصر ، وكذاك معاوية واليه على الشام ، وسعد واليه على العراق ، فأرسلوا إليه القوافل المتتالية محملة بالغذاء والمؤن .. وبعث إليه عمرو بن العاص بأنه سيبعث إليه بقوافل يكون أولها في المدينة وآخرها في مصر .. وبالفعل تم ذلك وبدأ الناس يتعافون وأعداد الموتى تنخفض يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر ..
أما في غزة فقد أطلقت نداءات الاستغاثة ودُقت نواقيس الخطر .. ولم يستطع أحد من الشرفاء في العالم تقديم أي شيء حتى الآن .. ووقفت الحكومات الصديقة والشقيقة تراقب بصمت دون أن يتحرك لها ساكن أو يستيقظ لها ضمير ..
استقبل عمر رضي الله عنه أهل البادية من حول المدينة وبنى لهم المخيمات وكلف من يشرف على إطعامهم ، وأحصى الناس، وراقب أوضاعهم الصحية ، وعدد الذين يدفنون يوميا وكانوا بالمئات ، وعمل على تقليل هذا العدد ، بكافة الوسائل .. وفي غزة اليوم حاصر الأشقاء والأصدقاء من الدول المحيطة بغزة .. حاصروا غزة حصارا مطبقا .. وتركوهم يتعرضون وحدهم للموت بعد أن منعوا دخول الماء والدواء والطعام .
صنع عمر رضي الله عنه من نفسه قدوة عليا ونموذجا يصعب الوصول إليه ، فحرم نفسه وأهل بيته من كثير من المباحات ، وحرم على نفسه السمن واللحم واللبن إلى أن تنقضي المجاعة .. وقد رأينا قادة فصائل المقاومة يتقدمون الناس في الاستشهاد والمجاعة .. غير أنه لا يزال عدد من المشاهير والمؤثرين والتجار يعيشون حياة مرفهة وكأنهم ليسوا في غزة ..وهذا يتطلب أن يتخلى هؤلاء عن كثير مما لديهم طواعية .. ويقوموا بتوزيعه على الجائعين والمحرومين الذين لا يجدون كسرة خبز .. قبل أن يُجبروا على ذلك ..
كان منهج عمر رضي الله عنه أن يأكل الناس نصف شبعة ، وكان يقول : لو لم أجد للناس ما يسعهم إلا أن أدخل على أهل كل بيت عددهم ، فيقاسموهم أنصاف بطونهم لفعلت ، فإنهم لن يهلكوا على أنصاف بطونهم .. وهذا يعنى أن يكفل الناس بعضهم البعض ، فإن لم يفعلوا يرغموا على ذلك ، بأن يتكفل من يجد طعاما بمن لا يجد ، فيتقاسم الناس طعامهم ، مهما قل ، فإنهم لن يموتوا على أنصاف بطونهم .. ولا على أرباع بطونهم ..ولا على أقل من ذلك شريطة أن يصل هذا القليل إلى الجميع .
وهذا يتطلب أن تقوم الحكومة في غزة أو من يمثلون الجهاز القضائي ، بحصر المحتكرين أو المخزنين للطعام والذين يرفعون أسعاره عشرات أو مئات الأضعاف ، ومصادرة ما بأيديهم مما يزيد عن حاجاتهم وتوزيعه على الجوعى والمرضى ومن لا يجد لقمة الخبز ..
لم يطبق عمر رضي الله عنه حد السرقة في عام الرمادة نظرا لحاجة الناس ، وقال : ” والله لولا خشية أن ينتشر في الناس البغي والتعدي لأعلنت فيهم أن ليس على السارق هذا العام حرج فيما سرق “.. وهذا يتطلب من الجهاز القضائي في غزة تأجيل تنفيذ الكثير من العقوبات التي كان من الممكن تنفيذها في غير هذه الظروف .. ومراعاة حالات الضرورة والمجاعة .. والتركيز على إغاثة الناس ومحاولة إنقاذهم .
لا بد من استمرار إطلاق نداءات الإغاثة .. الغوث الغوث ثم الغوث .. ومخاطبة جميع شرفاء العالم .. القريب والبعيد .. ولتؤجل الخلافات والنزاعات .. وليتم تجاوز الانقسامات .. ويتم التركيز على المجاعة فقط ..
يمكن للجهات الاقتصادية أن تصدر كوبونات مضمونة من المنظمات الدولية كالأنروا أو أية جهات موثوقة.. يتم توزيعها على الناس بحيث يمكن استخدامها في الحصول على الطعام ..وعلى أن يتم استبدالها والحصول على قيمتها بعد انتهاء المجاعة وتوقف العدوان الوحشي الصهيوني .
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
26 November 2024
ليس هناك من شك في أن كل إنسان عاقل في هذا العالم ، يتطلع إلى تحقيق وقف إطلاق النار في كل في غزة ولبنان .. وفي كافة أنحاء العالم.. مهما كانت النتيجة والآثار المترتبة على ذلك .. فإيقاف المجازر المستمرة هو مطلب إنساني لا يشكك فيه كل من لديه ذرة من المشاعر الإنسانية.. ومع ذلك فان في حسابات الربح والخسارة قراءات ومعان أخرى .
فمما لا شك فيه أن أسرى الصهاينة من الجنود هم أكبر ورقة رابحة بيد المقاومة تستطيع من خلالها التفاوض لتحقيق شروطها ، غير أن هذا الاحتلال الصهيوني الأثيم يرى نفسه متفوقا ، ويرى أنه قادر على سفك أكبر كمية من الدماء وقتل أكبر عدد من الضحايا الأبرياء ، في وقت لا يزال دعم الدول الكبرى له مستمرا ، وبالتالي فلن يخضع لشروط المقاومة .. مهما قدمت من تنازلات .. ما لم يتألم ألما شديدا .. لم يشعر به من قبل .. ويجد نفسه مهددا تهديدا حقيقيا ، فلا يجد لنفسه مكانا يؤيه أو يخلد فيه إلى الراحة ..
ولذلك يبدو أنه ليس أمام المقاومة إلا استخدام عناصر أخرى غير ورقة الأسرى أو صفقة التبادل ..ورقة أشد فتكا وإيلاما ، ولا شك أن للمقاومة رصيدا هائلا من الصبر والصمود والطاقة الروحية ، كما أن لديها رصيدا هائلا من الأدوات الأشد إيلاما .. إضافة إلى رصيد كبير من الداعمين في مختلف دول العالم .
إن إنجاز صفقة تبادل في الوقت الحاضر سوف يوقف مؤقتا سيل الدماء النازف في غزة ولبنان ، ويخفف قليلا من الآلام والمصائب والكوارث الجارية .. غير أنه لن يعيد الضحايا والمفقودين ولن يجلب إعادة الإعمار كما هو الحال في صفقات سابقة مع العدو الغادر والوعود الكاذبة من المجتمع الدولي .
إن إنجاز الصفقة سوف يمنح دولة الاحتلال أمنا وأمانا ويطيل في عمرها وعمر احتلالها ، كما أنه سوف يحمي جنودها ويزيد في غطرستهم وإجرامهم ، إضافة إلى إعادة تجديد علاقاتها الدولية ، وكسب المزيد من التأييد الشعبي العالمي عبر وسائل الإعلام الخاضعة لها .
إن عدم إنجاز الصفقة معناه التعجيل بسقوط دولة الصهاينة من خلال هزائمهم المتوالية في المواجهات الحقيقية بين المقاومين وجيشهم الجبان المدعوم بالمرتزقة من كل الأجناس والأسلحة من معظم الدول الظالمة ..
إن عدم إنجاز الصفقة معناه زيادة في الفضائح للنظام العالمي الظالم والشرعية الدولية العوراء والتي تقيس بمعايير بمكاييل متعددة .. والتعجيل بتغيير هذا النظام الظالم نحو أنظمة أكثر عدالة وإنصافا ..
إن عدم إنجاز الصفقة معناه زيادة كشف للمتواطئين والداعمين للصهاينة في عدوانهم الأثيم على الأبرياء وافتضاح أمرهم وعمالتهم أمام شعوبهم .. وزيادة الأثمان التي سيدفعونها والتبريرات التي سيقدمونها والترقيعات التي سيبررون بها أفعالهم الخبيثة .
إن عدم إنجاز الصفقة سوف يزيد في كراهية العالم لهؤلاء المجرمين وربما يوجد تحالف شعبي دولي من أجل اقتلاعهم من أرض فلسطين وإعادتهم إلى حيث جاؤوا ، مدحورين منبوذين كما كانوا من قبل ، معزولين مجفوين في معازلهم كما نشأوا وعاشوا قرونا طويلة ..
إن الفيصل في هذه القضية يكمن المقولة الشهيرة ” إنما النصر صبر ساعة ” وإن المقاومة صبرت آلاف الساعات .. وإن لديها الإمكانات والقدرات والطاقات التي تمكنها أن تصبر في الساعة الأخيرة ، التي يوشك فيها العدو على الانهيار والهزيمة .
وبالرغم من قوة حسابات الربح والخسارة فإن حسابات العواطف والمشاعر الإنسانية تقول شيئا آخر .. وليس بالضرورة أن تتفق حسابات العواطف والمشاعر مع حسابات الربح والخسارة المادية ..
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
28 August 2024
إن من يراقب حجم المساعدات والمعونات والدعم الذي قدمته أمريكا ومعظم دول العالم لدولة الاحتلال يدرك دون أدنى شك بأن هذه دولة ما وجدت لتبقى ، لأنها دولة بنيت أعمدتها على الظلم والاعتداء وسلب حقوق الآخرين .. إنها دولة لا تستطيع الوقوف على قدميها دون مساعدة الآخرين من أعوان الاحتلال والمساندين له عبر العالم .
إنها دولة مسخ جمعت شذاذ الآفاق ، جاؤوا من كافة بقاع الأرض ، يحملون حقدهم وحسدهم ، وعاهاتهم وأمراضهم النفسية ، لا يجمع بينهم شيء سوى هذه العنصرية المقيتة ، الكبر والتعالي والحقد على البشرية جميعا .. دولة لا جذور لها ولا أصل ، أقيمت على أرض فلسطين .. بمساعدة الإنجليز وكافة قوى الاستكبار والظلم العالمي .. ومع مرور أكثر من 75 سنة على هذا الحدث الجلل ، فإن هذه الدولة المسخ لا تزال تترنح وتتمايل توشك على السقوط القريب ، والتبار الرهيب .. لا تزال هذه الدولة لا تستطيع الوقوف على قدميها إلا بمساعدة الآخرين ..
وقد كشف طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عن هذا الضعف وهذه الهشاشة والخوار في الأسس التي أقيمت عليها هذه الدولة العالة على الآخرين .. وتبين للقاصي والداني أنها دولة لا يمكن أن تقف وحدها ، فهي تعتمد على غيرها في كل شيء .. وخاصة في الأسلحة والطعام والشراب ، فهي تستورد الأسلحة من أمريكا وأوروبا وكافة دول العالم .. وتستورد الغاز والنفط ، وكذلك الخضار والطعام وكافة المستلزمات البشرية .. ومع ذلك تراهم يكابرون ويفاخرون بأنهم الأقوى وأنهم الأكثر إنتاجية ؟؟ .
ولعل من أبرز الأركان التي أقيمت عليها هذه الدولة ممارسة الكذب حتى النخاع وتسويق دور الضحية وركوب الموجات الإعلامية وممارسة ترويج الأكاذيب من خلال استئجار أبواق إعلامية في الغرب والشرق من أجل تأكيد مظلوميتهم وضعفهم .. وفي المقابل شيطنة كل من يطالبون بحقهم واتهامهم بالكراهية والإرهاب ومعاداة السامية .. إلخ من التهم التي تكفي لقمع أي معارضة أو طمس أي حقيقة ..
وبالرغم من نجاحهم في أداء دور الضحية خلال العقود الماضية .. ونجاحهم في السيطرة على الإدارات الحكومية في معظم الدول الغربية .. إلا أن جرائمهم في غزة قد كشفت حقيقتهم وما ينطوون عليه من كذب وغدر وحقد على الإنسانية .. وبالتالي لم تعد رواياتهم الكاذبة مقبولة لدى الجميع .. ولم تعد مظلوميتهم تنطوي على أحد .. فكل من في هذا العالم يرى ويسمع ويشاهد على مدار الساعة جرائم الإبادة التي يمارسونها طيلة الشهور الماضية ..
ومن جهة أخرى فقد كانوا يروجون لجيشهم بأنه الجيش الأكثر أخلاقية ، وقد انكشف للعالم حقيقة هذا الجيش الجبان ، الذي يقاتل من وراء جدر .. ومن وراء التحصينات في الدبابات أو الدروع أو الطائرات ، ويقتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال .. ويقصف المستشفيات ويقتل الأطقم الطبية والمرضى والجرحى ، ويقيم المقابر الجماعية في ساحات المستشفيات ..
إنهم جيش من الجبناء الذين تحركهم العقائد الملوثة بالدماء .. إضافة إلى الأطماع المادية التي يوعدون بها.. ولعل الكثيرين منهم من مرتزقة دول أخرى قدموا من أجل كسب المال وممارسة الإجرام .. إنهم في الحقيقة مخلوقات متوحشة جبانة طفيلية مهزوزة مرعوبة ، بلا شعور أو قيم أو إحساس أو أية معاني إنسانية .
إن هؤلاء الجبناء لا يستطيعون الانتظار ، وقد رأينا من بقي من لواء غولاني يوم سحبوا من غزة أول مرة كيف أقاموا الاحتفالات بنجاتهم .. إنهم لا يستطيعون الصمود ولا التحمل أو الصبر ..إنهم لا يعرفون التضحية أو الإيثار .. أنهم أكثر الناس حرصا على الحياة .. غدا سيقولون لقادتهم .. اذهبوا قاتلوا وحدكم .. إنا ها هنا قاعدون .. غدا سيعلنون استسلامهم ، وسيحسبون ألف حساب قبل أن يحاولوا الخروج من جحورهم مرة أخرى .
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
/*php get_sidebar();*/ ?>