عودة إلى الصفحة الرئيسية
09 May 2024
كان هذا عنوان المؤتمر العاشر لكلية القانون الكويتية العالمية ، والذي شاركت فيه بورقة علمية يومي الأربعاء والخميس 1-2/5/2024 ، وقد امتاز مؤتمر هذا العام عن المؤتمرات السابقة ، بأهمية الموضوع وقوته وضرورته ومواكبته للتطورات الحديثة ، فموضوع الذكاء الاصطناعي هو موضوع الساعة ، غير أن الجوانب القانونية والشرعية في هذا الموضوع لا تزال محدودة ، وبالتالي فإن البحوث التي قدمت في المؤتمر تمثل تغطية مهمة جدا للأدب النظري والعملي في هذا الموضوع ، وقد لفت نظري حجم التطور الكبير والمتسارع في هذا الموضوع .. وقد عرض أحد الباحثين جوانب مهمة في استخدام الذكاء الاصطناعي في كلية القانون الكويتية ، في مجال تسجيل الطلاب ومجالات أخرى عديدة ..، والكلية بذلك تمثل نموذجا رائدا في تبني الذكاء الاصطناعي نظريا وعمليا .
كما تميز المؤتمر عن المؤتمرات السابقة بتبني ونصرة القضية الفلسطينية وأهل غزة بشكل خاص ، من خلال توزيع الشال الفلسطيني على نظاق واسع على المشاركين والحضور ، والذين قام معظمهم بارتدائه ، ولعل ارتداء رئيس الكلية ورئيس المؤتمر لهذا الشال طيلة فترة حضوره ، كان يمثل قدوة حسنة للمشاركين ، غير أن عددا لا بأس به من الأجانب لم يرتدي ذلك الشال ، ومع ذلك فعندما سألت بعضهم وجدتهم مناصرين للقضية الفلسطينية ، ويعتبرون ما يجري في غزة جريمة إبادة ..
إن مناصرة القضية الفلسطينية والتنديد باستخدام الذكاء الاصطناعي في قتل الفلسطينين كان ظاهرا في معظم جلسات المؤتمر ، ولذلك كانت المطالبة بإيجاد التشريعات القانونية العاجلة من أجل ضبط الذكاء الاصطناعي وتوجيهه فيما يفيد البشرية ، وعدم السماح باستخدامه لأغراض الحرب والدمار أو الإفساد في الأرض .
إن الاستخدامات الإيجابية للذكاء الاصطناعي في حقل التعليم والصحة والحقول العلمية الأخرى كانت محاور الجلسات العلمية التي عقدت على مدى يومين كاملين ، ولعل من هذه الاستخدامات المهمة ، استخدام الذكاء الاصطناعي في التمويل الإسلامي والصيرفة الإسلامي ، حيث وجدت دراسات عديدة ، ومؤشرات قوية من لجنة بازل وغيرها على أن الذكاء الاصطناعي سوف يزيد من الكفاءة المصرفية والشمول المالي ، وإن استخدام الروبوت الإسلامي المستشار سوف يطور من الخدمات المصرفية الإسلامية ، هذا بعض ما تعرضت له في ورقتي البحثية حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير التمويل الإسلامي ، وكذلك ما تعرض له الزملاء في الجلسة التي عرضت فيها ورقتي …
ولعل من أبرز القضايا التي شاركت فيها بالمناقشة والإضافة ، قضية سعر الفائدة ، فبالرغم من اتفاق كافة العلماء المعتبرين في هذا العصر على أن فوائد البنوك هي الربا الحرام ، إلا أنه لا يزال بعض الباحثين جهلا منهم أو جرأة على الدين ، لا يزال ينكر حرمة الربا وسعر الفائدة ، ويشجع على استخدام سياسة سعر الفائدة ، واستشهدت باحثة على صحة قولها بأن ما قام به أردوغان من محاولة خفض سعر الفائدة أو إلغائها أدى إلى زيادة معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة .. ولذلك كان منهج أردوغان ومحاولته إلغاء سعر الفائدة خاطئا .. وقد رددت على هذه الباحثة بأنه بغض النظر عن تطبيقات البشر ، الرئيس أردوغان أو غيره ، فنحن نحتكم إلى رب البشر ، الذي أرسل إلينا شريعة واضحة تضمنت حرمة الربا أو سعر الفائدة ، وهذا ثابت في القرآن والسنة ، فما حرم الله شيئا إلا لما فيه من مفسدة وما فرض شيئا إلا لما فيه من مصلحة ، وبناء على ذلك لا يمكن أن يكون سعر الفائدة مفيدا في أي حال من الأحوال .. ومن جهة أخرى فإن عددا كبيرا من علماء الاقتصاد منهم إنزلر Enzler و كونارد Conard وجونسون Johnson أثبتوا أن رأس المال قد أسي استخدامه في الاقتصادات المعاصرة بسبب سعر الفائدة ، فالفائدة أداة رديئة ومضللة في تخصيص الموارد. هذا ما اعترف به عدد من الاقتصاديين غير المسلمين .. وبالتالي فإن دفاع بعض المسلمين عن سعر الفائدة أمر غريب ومستهجن وغير مقبول .
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
06 May 2024
من حضر برنامج ” جيت لحالك ” وهو برنامج كاميرا خفية تم تصويره في غزة في العامين أو الثلاثة الماضية ، وتجري الأحداث فيه، في سيارة تاكسي ، حيث يقوم السائق ( الممثل ) بمحاولة استفزار الراكب ، والذي يكون غالبا متجها إلى عمله ، وليس لديه وقت للاستفزار أو حتى الكلام ، ومع ذلك ينجح السائق في استفزاز الراكب ، وبالتالي يجد في الغالب رد فعل عنيف يكاد أن يودي به .
من شاهد ذلك البرنامج يدرك كم هو حجم المعاناة والمشقة والتعب الذي يبذله العاملون في غزة من أجل تأمين قوت يومهم ، ويدرك أهمية الوقت بالنسبة لهم ، ويدرك كم هو حجم الانفعال والشدة والمصداقية والبراءة ، وحجم الانتماء والولاء للقضية الفلسطينية ، و حجم الامتنان والعرفان للأسرى في سجون الاحتلال ..
إحدى الحلقات كانت عن الأسرى ، وكان السائق يحاول التقليل من أهمية الأسرى ، وأنه يريد أن يعيش ولا علاقة له بالأسرى أو غيرهم ، وقد وجد من كل راكب سمع هذا الكلام ردة فعل عنيفة ، وذلك باتهامه بالخيانة والعمالة تارة أو السلبية المفرطة أو عدم الانتماء لوطنه ..وفي مشهد آخر كان السائق يمدح العمل مع الاحتلال ، وأنه يدر عليه دخل كبير ، وقال بأنه مستعد للعمل مع الاحتلال في أي شيء ، وعندها وعلى الفور طلب الراكب إيقاف السيارة ، وحاول القبض على هذا السائق العميل ..
في أحد المشاهد كان السائق يحاول ابتزاز الراكب من خلال أخذ الأجرة مرتين ، قال له الراكب أنا من بيت حانون ، بتعرف المثل السائد عند أهالي بيت حانون ” الحانوني بشم على إيده بشبع ” يعني في خير ونعمة من الله ، وحتى لو لم يكن لدينا شيء ، فالهواء يكفينا ..
لولا العجرفة والغطرسة والعنصرية الصهيونية لعرفوا واعترفوا بأنهم لن يتمكنوا من هزيمة أهل غزة ، ولو أنهم راقبوا وحللوا ودققوا في ذلك البرنامج فقط لأدركوا بأنهم أمام أسود لا يمكنهم التغلب عليهم ، مهما ارتكبوا من مجازر أو دمروا من بيوت أو مستشفيات أو مدارس أو أماكن إيواء ..
كل تلك المشاهد كانت قبل السابع من أكتوبر ، أما بعد السابع من أكتوبر .. وبعد أن ذاق أهل غزة طعم النصر ، واستنشقوا هواء الحرية والكرامة ، وحققوا بعض امنياتهم في النيل من الاحتلال الذي حاصرهم سبع عشرة سنة وشن عليهم أربعة حروب طاحنة ، دمر فيها غزة ، وقتل وجرح الآلاف وعشرات الآلاف في كل مرة ..
من يراقب تصريحات معظم أهل غزة بعد القتل والدمار ، يجد الشموخ والعزة والأنفة والصبر والتسليم والرضا بقضاء الله وقدره ، يجد فيهم أروع الأمثلة في الصبر والصمود والإصرار على المقاومة ودعم المقاومة .. يجد فيهم أروع الأمثلة في الحرص على الشهادة وفي تكريم الشهداء وتمجيدهم ..
من يراقب الجزيرة مباشر وجولاتها في أسواق غزة ورفح وسائر مناطق غزة ، يجد أن الحياة مستمرة ، والعمال يعملون ، والمحلات التجارية مفتوحة تعرض بضائعها ، والناس يشترون حاجياتهم .. ورغم ارتفاع الأسعار ، بسبب الحصار وظلم ذوي القربى ، فإنهم مستمرون في حياتهم ، يحمدون الله على ما أصابهم ، ويؤمنون إيمانا عميقا بأنهم منتصرون في النهاية ، وأن هذا الاحتلال زائل لا محالة ، إنهم يعشقون الحياة بكرامة ، كما يعشقون الموت في سبيل الله .
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
04 May 2024
في أواخر السبعينات ، وحين كنا في نهاية المرحلة الثانوية ، اتجهت مع مجموعة من رفاقنا في المدرسة إلى مصفاة البترول بحثا عن عمل – كما جرت عادة الشباب في العطلة الصيفية في ذلك الوقت – ، وبالفعل حصلنا على عمل وتم قيدنا كموظفين رسميين ..
كانت مصفاة البترول في ذلك الوقت أشبه بالشركات الأجنبية في نظافتها ونظامها وتعاملها مع العمال والموظفين ، وكانت الإدارة فيها على درجة عالية من الرقي والمهنية والإنسانية ، ولما كنا طلبة مدارس فقد وزعونا في مصنع الزيوت التابع للمصفاة ، وأوكلوا إلينا سلسلة من الأعمال الخفيفة في الغالب .. كانت فترة الدوام تنقضي بسرعة ، وما أن تنطلق الصافرة مساء ، حتى يترك الجميع أعمالهم ويتجهون إلى الباصات والتي تنقل الموظفين إلى مساكنهم في الزرقاء غالبا ..
كانت مصفاة البترول في ذلك الوقت نموذجا للشركات المحترمة التي تتمتع بمهنية ومصداقية عالية جدا ، خاصة في تعاملها مع عمالها وموظفيها ، بما يمنحهم التقدير والحافز والتشجيع والمكافأة ، وبما يحافظ على حقوقهم الإنسانية كاملة .
اشتغلنا شهرا أو شهرين وعلى مدى سنتين في العطلة الصيفية وكانت من أمتع اللحظات في حياتنا في ذلك الوقت .. وقد تعلمنا فيها الكثير من دروس الحياة ، كان مدير المصنع يعاملنا كأبنائه ، ولما أخبرته بنيتي السفر لإكمال دراستي الجامعية ، فرح وشجعني على الدراسة ، وسهل لي معاملة الاستقالة ، وأذكر أنني لما توجهت إلى المقر الرئيسي في المصفاة في جبل عمان للحصول على بقية أتعابي وقد عملت قريبا من شهرين فوجئت ، بمضاعفة المبلغ ، فسألت عن ذلك ، فقالوا بأن لك نصيبا من الشهر الثالث عشر والرابع عشر .. ففرحت كثيرا ..
لست أدري إذا كان وضع العمال في مصفاة البترول وفي سائر المصانع والشركات الأردنية ، لا يزال بتلك الصورة الزاهية التي عشناها في السبعينات .. أم أن قسوة الحياة والظروف الاقتصادية التي تعيشها معظم دول العالم قد غيرت من طباع الناس وأخلاقهم ..
إن أكثر ما يسعد العمال ويشعرهم بالراحة والعزة والكرامة ، احترام إنسانيتهم ، وحفظ حقوقهم ، وعدم استغلالهم ، ولعل فكرة الربط القياسي للأجور بمستويات الأسعار هي الأكثر عدالة من أجل تجنب آثار التضخم .
إن مشكلات العمال تتطلب أن تتضافر الحكومات بكافة مؤسساتها ووزاراتها من أجل حلها ، إضافة إلى دور القطاع الخاص وكافة مؤسسات المجتمع المدني ..
فلا يكفي أن تقوم وزارة العمل بدورها أو وزارة التنمية الاجتماعية ، بل لا بد أن تقوم كافة الوزارات بدورها في الحل .. ابتداء من الأوقاف والشؤون الدينية وانتهاء بوزارات الشباب والرياضة والاقتصاد الرقمي والريادة ..
غتستطيع وزارة الأوقاف على سبيل المثال ، ومن خلال استثمار الأراضي الوقفية المعطلة من خلال مشروعات الـــــ ( B.O.T) ( بناء . تشغيل . نقل ملكية ) أو غيرها ، إيجاد فرص عمل لآلاف العمال ، إضافة إلى إسهامها في خدمة التنمية في المجتمع ..
وبنفس الطريقة يمكن لكافة الوزارات الإسهام في تحسين ظروف العمال ورفع المستوى المعيشي لهم بما يخفف من معاناتهم ويزيدهم عطاء وإنتاجية وانتماء ..
إن عيد العمال أو يوم العمال أو ذكرى العمال يعتبر فرصة طيبة من أجل الإحساس بالآخرين ومشاركتهم همومهم ومعاناتهم ومحاولة التخفيف عنهم ولو بالكلمة الطيبة وذلك أضعف الإيمان .
إن منح العمال يوم عطلة عالمي يتنفسون فيه الصعداء .. ويعلنون فيه تضامنهم مع بعضهم البعض .. هو أمر مفيد للعمال ، كما أنه مفيد لأرباب العمل ، فلا شك أن العامل سوف تزداد إنتاجيته ويتحسن أداؤه وتتجدد طاقاته عندما يشعر بالراحة النفسية في عمله .. وسوف يكون أقل إنتاجية عندما يشعر بأنه مظلوم أو مرهق في عمله ..
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
02 April 2024
عندما نتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة الثلاثة الذين آووا إلى مغارة في جبل ، فهبت عاصفة ، فأغلق باب الكهف بصخرة كبيرة ، فقالوا لن يخرجنا اليوم مما نحن فيه إلا أن يدعو كل منا بصالح عمله ، فأخذ كل منهم يتذكر عملا ، قام به خالصا لله تعالى ، والحديث طويل ومعروف .. وبعد أن انتهى كل منهم من ذكر قصته دعا بصالح عمله ، وقال اللهم إن كان هذا العمل قد قمت به لأجلك ففرج عنا ما نحن فيه … فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون …
عندما نتذكر هذا الحديث ، نعلم أنه من أجل حدوث المعجزات والخوارق لا بد أن تكون أعمال البشر في طاعة الله ، هي أقرب إلى المعجزات والخوارق ، وهذا ما قام به الأشخاص الثلاثة الذين ذكرهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك تحركت الصخرة عن باب المغارة ..
وفي المقابل نجد أن بعض البشر يمكن أن يصلوا بأعمالهم إلى قمة الخسة والنذالة والغدر والكذب والخيانة والحقد ، وبالتالي سوف تحدث معهم الخوارق ، ولكن بطريقة عكسية ، وسوف تكون النتيجة الحتمية أن يقاتلهم الحجر والشجر .. وأن يواجهوا الخسف والمسخ والهلاك نتيجة سوء صفاتهم وأفعالهم ..
وإذا نظرنا في واقع البشر في الماضي والحاضر ، فسوف نجد أن ما وصل إليه الصهاينة من صفات خسيسة ودنيئة في الوقت الحاضر يعد شيئا فوق العادة في عرف البشر ، فإذا كان للكذب درجات فسوف نجد هؤلاء قد وصلوا إلى أعلى مراتب الكذب عبر التاريخ ، فهم يكذبون ويكذبون ويكذبون ، ويصدقون أكاذيبهم ، ويقدمون الحجج الواهية للتدليل على صدق أكاذيبهم المفضوحة ، ونظرا لامتلاكهم معظم وسائل الإعلام في العالم ، فنجد لأكاذيبهم رواجا ، ونجد لها أبواقا مأجورة في كل مجتمع ..
وإذا كان للنذالة والخسة وانعدام الشرف والمروءة من مراتب ودرجات فسوف نجد أن هؤلاء الصهاينة قد وصلوا قمة النذالة والخسة وانعدام الشرف والمروءة والإجرام ، فلم يمر في التاريخ البشري أن يُحكم الناس بالسجن أحكاما مؤبدة بالعشرات بل بالمئات ، ولم يعرف التاريخ البشري حبسا للجثث أو مقابر للأرقام أو سرقة لأعضاء الموتى أو قصفا وتدميرا للمستشفيات وما فيها من مرضى وطواقم طبية ، أو تدميرا للمدارس والمساجد والكنائس وسيارات الإسعاف ومخيمات النازحين ..وحتى المقابر لم تسلم من إجرامهم .
إن ما يقوم به الصهاينة من إجرام ونذالة وخسة وانعدام شرف يمكن أن يسجل في كتب الأرقام القياسية إذا وجد من يضع للنذالة والخسة والإجرام أرقاما قياسية .
وإذا كان للغدر ونقض العهود من حدود ودرجات فإن ما وصل إليه هؤلاء في الوقت الحاضر يعد في أعلى درجات الغدر ، فلم يحترموا عهدا ولا ميثاقا ، ولم يلتزموا بأي اتفاق ، ولم يحترموا حتى من طبع معهم أو عقد معهم اتفاقيات للسلام أو الأمن ..
وكما أن من يتصف بأعلى درجات الأمانة والعفاف وبر الوالدين يمكن أن تحدث له المعجزات والخوارق والكرامات ، ويمكن أن تتحرك الصخور والجبال عند دعائه ، فإن من يتصف بأعلى درجات الكذب والغدر والإجرام والخسة والنذالة وانعدام الشرف لا بد أن تتحرك الصخور ضده وأن تزلزل الأرض تحت أقدامه .. ولا بد أن ينطق الحجر والشجر ويقول : يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .. في الحديث الصحيح .
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
22 March 2024
يطلق الصوم السياسي عند استخدام الصوم كسلاح ضد الظالمين أو الطغاة أو المحتلين ، وقد يأخذ شكل الإضراب عن الطعام ، كما يفعل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني ، وقد يكون من خلال الامتناع عن استهلاك أو استيراد سلع المحتلين ، كما فعل غاندي في الهند ، فقد أعلن الصوم والمقاطعة لكل منتجات بريطانيا المحتلة للهند في ذلك الوقت .. واستمر هو وأتباعه في صومهم حتى تمكنوا من إخضاع المحتل لشروطهم وأجبروه على الرحيل .. وقد صام معه كافة فئات الشعب الهندي من هندوس ومسلمين وغيرهم .
ويستطيع المسلمون اليوم أن يوجهوا صومهم لطرد الصهاينة المحتلين ، ولوقف جريمة الإبادة الجارية في غزة ، ولكنهم بحاجة إلى تجميع كلمتهم في هذا الاتجاه ، من خلال المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرهم .. فليس من المعقول أن يصوم المسلمون لكي يفطروا على منتجات شركات ودول تدعم المحتلين الصهاينة وتسهم في الإبادة الجماعية التي تجري في غزة وفلسطين ، وهذه تتطلب مؤسسات مقاطعة أشبه بحركة مقاطعة إسرائيل ((BDS أو حركة مقاطعة منتجات مستوطنات الاحتلال…
ليس من المعقول أن يصوم المسلمون لكي يتسلوا في رمضان على مسلسات وأفلام يدعم منتجوها الصهاينة المعتدين المجرمين .. ليس من المعقول أن يصوم المسلمون لكي يفطروا على موائد يدعم أصحابها الصهاينة والاحتلال من خلال تصدير المنتجات الغذائية وغيرها ..
إن المسلمين اليوم يشكلون قريبا من ربع سكان العالم ، وهذا يعني ربع مستوردات العالم من المواد الأساسية وغير الأساسية .. فهم يستوردون ما يقارب ربع انتاج العالم من الغذاء .. من القمح والأرز والشعير والذرة والسكر وكافة أنواع الطعام والشراب .. عدا عن الإنتاج الصناعي والزراعي ..وغيرها من المنتجات الترفية والكمالية ..
فإذا افترضنا أن المسلمين ملتزمون بشروط وأركان ومتطلبات الصيام الذي فرضه الله عز وجل في رمضان ، فمعنى ذلك أن ينخفض الاستهلاك ، وينخفض الاستيراد لكافة السلع الغذائية ، وحتى السلع الترويحية التي تحيط بها شبهات الحرمة كالأفلام والألعاب العقيمة وغيرها من أدوات المقامرة والعبث ..
إن خفض استهلاك ملياري مسلم تقريبا على مستوى العالم بمقدار الربع أو النصف سوف يؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل كبير ، فماذا لو وجدت إرادة لدى المسلمين لوقف مستوردات أي دولة تعادي المسلمين أو تسهم في الاعتداء على المسلمين أو تدعم الصهاينة الذين يقومون بحرب إبادة ضد المسلمين ..لا شك أن ذلك سوف يكون له أثره القوي في التأثير على مواقف هذه الدول ، بحيث تعود عن غيها ودعمها للمعتدين ..
إن صيام رمضان مدرسة يتخرج منها المسلم وقد صقل إرادته وشحن عزيمته بالوقوف مع أمته ونصرة قضاياها ، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .. إن صيام المسلمين هو إعادة ترتيب لأولوياتهم وقضاياهم وإعادة توجيه وبناء لعلاقاتهم مع الدول الأخرى التي تناصر المسلمين أو تعاديهم أو تناصر أعداءهم .
إن ما يجري في غزة من إجرام غير مسبوق في تاريخ البشر ، يتطلب من المسلمين ومن كافة أحرار العالم أن يبذلوا كل ما يستطيعونه من فعل أو ترك فعل ، وذلك من خلال الصوم أو المقاطعة لمنتجات كل من يدعم الصهاينة ، وهو مصرٌ على هذا الدعم رغم الجرائم الوحشية التي يرتكبونها يوميا .
إن كل قرش يدفع لشراء منتجات يدعم أصحابها الصهاينة يسهم في قتل الفلسطينيين ، لأن هذه القروش سوف تدفع ثمنا لأسلحة الجريمة والدمار ، فكم قتل المسلمون من الفلسطينيين ؟ وكم أسالوا من دمائهم ؟؟
كتب في قسم الاقتصاد الإسلامي | لا ردود »
/*php get_sidebar();*/ ?>